المقالات

داماتو ..كل شيء بدون ايران؟

3135 2018-08-12

سجاد العسكري
ان الاهداف والمصالح لكثير من الدول كانت تتميز بماديتها ؛ فحكومات الدول الصغيرة تجسدت في وحدة اراضيها واستقلاليتها , وتقديم المصالح والاولويات الوطنية , اما الحكومات في الدول الكبرى فتجسدت بسياسة توسيع مصالحها الوطنية حتى تشمل جميع ارجاء الارض , واعماق البحار , وفضاء السماء , لتكون هي المتحكمة بها , فعلى سبيل المثال: امريكا فان اهدافها ومقاصدها مادية تشمل جميع دول العالم, والشعب الذي لايخضع لأرادتها فاتعتبره يقف مقابلها ؛ ليتعرض للحصار والعقوبات حتى يخضع مع موقف المتفرج للامم المتحدة , والكثير من حلفاء امريكا التي تدعي الحرية واستقلالية الدول ,فموقفها المتفرج ؟!!
فمنذ قيام الثورة الاسلامية في ايران ظهر على مستوى الساحة الدولية علاقات من نوع جديد لها اهداف ومقاصد وطنية ؛لكن من نوع اخر كانت تتسم بكونها ثقافية معنوية لا مادية , والتي لا تطالب باي اجراو مقابل لجهودها , وهي تمثل سياسة الانبياء "عليهم السلام" , بالاضافة الى رفضها التوسع والاستعمار السياسي , وهذا ما نص عليه الدستور الايراني في (المادة 152 ) , والذي لم يرق لأمريكا وحلفائها لأن السياسة التوسعية والاستعمارية لها مطبقة ؛لكن تحت غطاء المصالح الوطنية او الامن القومي او الارهاب ... 
فبداءت الحرب الاستيراتيجية على ايران عبر سياستها المعادية بعد اصدار قانون مصادق عليه من قبل مجلس النواب , والرئيس الامريكي , واطلق عليه اسم (داماتو) وبعض اهدافه :حرمان ايران من المشاركة في مشاريع تنمية الطاقة , ومنع عبور خطوط الطاقة عبر ايران, بالاضافة الضغط على الدول المتحالفة مع ايران لألغاء علاقاتها ومشاريعها ,ونجحت هذه الضغوط مع بعض الدول ما دفعتها لعدم التوقيع على اتفاقيات جديدة مع ايران, ومن ثم انتقلت امريكا الى مرحلة اخرى من سياستها في تحجيم دور ايران, وخصوصا بعدما طرحت الجمهورية الاسلامية مشروع حوار الحضارات, لأزالة التوتر في المنطقة ؛ لكن امريكا عملت على منع التحرك الايراني عبر اعطاء دور الاول لأسرائيل , وحرمان ايران من امكاناتها من النفط وهواهم مصدر للدخل الايراني.
كل هذه السياسات العدوانية لماذا؟!! وهل سمعتم ايران اعتدت على اي دولة ؟ بل كانت ثورة فتية تحاول بناء علاقات متكافاءة , ورفض الظلم والتوسع والاستعمار !! وهو ماتنص عليه الاعراف والقوانين الدولية ؟!! لتتجدد العقوبات الجائرة بحق الشعب الايراني ونحن في عصر التقدم والتطور والحريات , لتفرض امريكا , وصمت اممي , ودعوات خجولة , لكن للاسف مجرد شعارات ترفع في اماكن تحمل عناوين فقط كـ(حقوق الانسان , منظمة التضامن الدولية , ..) . وهذا ليس بغريب, فالسياسات وردت على لسان الكثير من المنظرين في امريكا ومنها ماقاله (مايكل سينغ) المدير الإداري لمعهد واشنطن: ان إيران في برنامجها النووي حتى وإن تعذر التوصل إلى اتفاق في هذا الشأن ، ينبغي أن تشتمل أي استراتيجية جديدة على أربعة عناصر:(العقوبات الاقتصادية, الضغط العسكري, دعم المعارضة, المفاوضات) اي في كل الاحوال مهما كانت فايران تواجه هذه العناصر؛ وفعلا فمنذ قيام الثورة وايران فرض عليها العقوبات ومنها قانون داماتو , والان تجديد واعادة العقوبات ؛ والضغط العسكري والتهديدات التي تعرضت لها من حرب صدام المجرم الى يومنا ,وهي تتعرض الى تهديدات عسكرية !! دعم المعارضة وجمع مجموعة منبوذة ونفخهم علهم يغيروا شيء؛ والمفاوضات , ايران وقيادتها على علم بالتسويف والتهرب واخرها الاتفاق النووي. فرغم هذا العداء والعقوبات والحصار الاقتصادي , وايران تقف شامخة كشموخ نخل العراق وجبال ايران ؛ لأن خلفها قيادة حكيمة , فاراد الاستكبار عالم بدون ايران فاصبح العالم كله ايران .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك