أمل الياسري
عندما تتبادر الى الأذهان عبارة (المصلح يفكر بالمشروع أكثر من التفكير بموقعه فيه)، فإننا ننوه بأن يكون هذا المرشد المحنك، قادراً على النهوض بالمسؤوليات على أكمل وجه ممكن، لأجل الوطن لا للمنصب، وهي رسالة تستحق القراءة والتدبر، فالمسؤول عن قيادة البلد هو الذي ينظر نظرة واقعية لما يجري في البلاد، ويستطيع معالجة مشاكل الوطن والمواطن، أي أن يكون قائداً في الميدان، لا كاتباً للشعارات في أي ديوان، ففعل صحيح واحد أفضل من الآف الكلمات.
ما يحتاج إليه المواطن ليس الطعام والشراب وحده، بل يحتاج للأمن، والإستقرار، والإحترام، والعيش الكريم، مضافاً عليه الخدمات التي غادر العراقيون مفاهيمها منذ أكثر من عقد ونيف، مع أنه مشترك في حقه على الحكومة وواجبه عليها، ومع الأسف باتت الثقافة المجتمعية بهذا الخصوص، ثقافة خاطئة متدنية جداً، متزامنة مع الشعارات الجوفاء البعيدة عن الواقع من قبل الساسة، لكن الجماهير لن تتحجر أمام دوران الدولاب السياسي، وما أفرزه المشهد من تداعيات الإنتخابات، وكأن الأحزاب عقيمة.
ركام السنوات الغابرة وحجم التضحيات، التي وهبها العراقيون لوطنهم منذ (2003ولغاية 2018)، يستحق من الساسة أن يقفوا وقفة رجل واحد، والإسراع بتشكيل الحكومة حيث يجب أن تكون حكومة خدمة، تترجم أفعالها على أرض الواقع، ويستشعر أثارها الشعب وليست حكومة تنظير، مع الإنتباه الى أن الشعوب لا ولن تسمح بمصادرة صوتها وحقها في الحياة الكريمة، وصحيح أننا نواجه تحديات مصيرية ومنعطفات صعبة، إلا أن الحل يكمن في التوافقات والسلوكيات الصحيحة، وهذا ما دعت إليه مرجعيتنا الرشيدة.
المؤسسات المجتمعية أساس بناء الدولة الناجحة، لذلك علينا أن نجعل همنا الأول هو خدمة الوطن والمواطن، وبالتالي ينتج أفعالاً صحيحة، لأن الحكومة القادمة من المفترض أن تتحرك مع المجتمع وفي خدمته، لا مع السلطة وكيفية الإستفادة منها بطرق غير مشروعة، أفضت الى نشر الفساد بأنواعه والإرهاب بتداعياته الخطيرة، ومَنْ دفع ثمن هذا الفساد والإرهاب هو الوطن والمواطن على حد سواء، ثم أن القراءة الخاطئة والتصرف الخاطئ، لمرحلة ما بعد الإنتخابات والتظاهرات ستفضي لواقع يريده أعداؤنا.
إضاعة الوقت في مفاوضات لا طائل منها سوى تبديد الزمن، هو إضاعة للحلول والمعالجات الجذرية لمشاكل العراق، خاصة الأمنية والخدمية منها، والسماح للأعداء بالتدخل بالشأن الداخلي العراقي، وإدخال العراق في أنفاق مظلمة قد يصعب الخروج منها، لأن الصريح والصحيح في مفاوضات القوى السياسية، يجب أن يصب لمصلحة المشروع الوطني، لا أن تبحث الأطراف السياسية عن مصالحها الحزبية، فهل يكون للمنصب والنفوذ والسلطة رأي آخر، حتى ولو كان على حساب دماء الأبرياء؟وعليه فالشعب ينتظر الفعل الصحيح.
https://telegram.me/buratha