المقالات

 ‏الامام الشاب وفزع النظام الحاكم 

1746 2018-08-14

سجاد العسكري

الى الشباب كافة والمؤمنين خاصة , فخوف الطغاة , وحكام الظلم من الشباب الواعي الذي يحمل فكرا وعقيدتا ويعمل بها , وهو على بينة , فهذا الامام محمد بن علي الجواد عليه السلام , اذ كان اصغر ائمة اهل البيت سنا عند استشهاده , وهو مايبين حقيقة اغتياله من النظام الحاكم انذاك , وحرصه للاستيلاء على السلطة , وتصفية اصحاب الفكر والعقيدة واحتواء الناس , فالجواد ع عاش في دولة بني العباس بين حكم المامون والمعتصم العباسي فما بينهما فرق كبير ؛ لكن الهدف نفسه ابعاد العلويين باي شكل , او وسيلة كانت , كما اليوم من اصوات ناشزة بدعوة مزيفة ؟!! فالمعتصم كان يفتقد الى الدهاء والفطنة , واما حظه من العلم والدراية قليلا يميل الى الخشونة والقوة , وهو ماسمح للاتراك بالنفوذ في مراكز الدولة , وكان اول مافعله عند تصدره الحكم استدعاء الامام الجواد ع من المدينة الى بغداد, فالامام الشاب كان قدوة , وله دور فاعل في قيادة الامة مما حدى بالالتفاف حوله , لكن المعتصم العباسي كان يتحسس من الامام ع , ويعتبره يمثل خطرا على النظام الحاكم , وكما هو معروف عن بني العباس حسدهم للعلويين والوشاية بهم ظنا ,وتعذيبهم وقتلهم , وسعيهم الحثيث لضرب خط الائمة ع ؛ ولكن في المقابل كان فكر الامام الشاب يزداد قوة وعمقا , وتاثيرا في الطبقة المثقفة وارباب الفكر , وما يميز الامام الجواد ع هو العمل السياسي في الخفاء ؛ لأسباب منها الحفاظ على القاعدة الشعبية من بطش السلطة الحاكمة , فكان الامام الشاب القائد الذي يحرص دائماً على تحصين القاعدة والأمة عقائديا وثقافياً وفكرياً ، ليحفظ السلوك الاسلامي القويم للامة عامة , وانتشالهم من الشبهات الفكرية , والعقائدية التي تؤدي الى الانحراف ؛ فشهد عصر المامون والمعتصم انواع من الانحرافات , والتي كان النظام الحاكم اليد الخفية لتغذيتها وتشجيعها ؛ وذلك لصرف الناس عن ائمة اهل البيت ع , وخصوصا لما يتمتع المامون من دهاء وحنكة سياسية ولديه علم , على عكس المعتصم , فقد ظهرت في عصر الامام الجواد الشاب ع مختلف المذاهب الكلامية , والعقائدية وعاشت الامة في دوامة التيارات فكرية العديدة , ومنهم من ادعى النبوة كالخطابية , فتصدى الامام الجواد ع وهو في ريعان شبابه , وله وقفات اضاءت كل ماكان مظلم , وكشف كل مستور امام الملاء , وخصوصا الفئة الحاكمة الظالمة التي اهتمت باللعب بالورقة المذهبية , وتربية جيل من وعاظ السلاطين مؤيدين لسياسة نظام الحكم والخليفة , وهذا ما جعل المعتصم ومن قبله المامون ؛ ان يستهدف الامام ع رغم كل محاولاتهم في ثني عزيمة , ودور الامام ع سياسيا وروحيا , ومما واجهه الامام الشاب ع هو الحسد من قبل المحسوبين على العلم والعلماء فـ(ابن ابي داود ) بعد حادثة قطع يد السارق, وحكم الجواد ع فيها , واخذ المعتصم العباسي به, انصب حسدا , وبغضا للامام حتى وشى به عند المعتصم ؛ على كل حال فان الامام ع كان شابا واستشهد وهو ابن خمسة وعشرون عام , وله انجازات مازلنا نعيش بفضل نظامه الاخلاقي والفكري الذي وضعه حتى لا تشعر الامة انها تائها بصراعات المذاهب الفكرية , والانزلاق في الشبهات هي من صنع الحكم الفاسد , والذي حرص اشد الحرص على ابعاد الطاقات الفكرية العملاقة التي لو اتيح لها ؛لأنتعشت الامة على كل المستويات, واخذ يقرب وعاظ السلاطين خوفا على سلطتهم , وما اشبه اليوم بالبارحة ؟!! فعلى الشباب ان يعوا المخاطر التي يراد سلب تفكيرهم وارادتهم , واستبدالها بافكار غريبة , قد تكون قريبة من اهوائهم , غرضها الايهام لتوصلهم لمستقبل الماديات البحتة , والتي سرعان ما تذهب سدى بذهاب مادتها ؛ والنتخذ من الامام الجواد الشاب رمزا ومنارا لكل شاب يحرص على الدفاع عن فطرته ودينه , ومقدساته وامته, ويسعى لأظهارها بفخر ويعمل بها , ليكون قائدا يحرص على تحصين القاعدة والامة , فالامام الجواد ع القائد الشاب القدوة الذي افزع نظام الحاكم الظالم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك