المقالات

الشباب نهضة فوق مقاييس الربح والخسارة

1662 2018-08-16

أمل الياسري
الذاكرة لا تحتفظ بالوجوه بقدر إحتفاظها بالمواقف المشرفة، فكيف إذا أصحابها من الشباب، ولا نقصد هنا مصطلح الإزاحة عند الأجيال، لكنه من المؤكد أن قضية الإلتفات والإهتمام بشريحة الشباب، تعني إعطاءهم دفعات من التشجيع، والتكريم، والتحفيز للنهوض والبناء وتعزيز روح المواطنة لديهم، لأن أشد ما يرعب أصحاب المشاريع الظلامية هم الشباب، كونهم يحملون مشاعل الإصلاح والتغيير، وهم مَنْ يتجرعون الألم، لكنهم يعيشون بالأمل لأجل الوطن. 
إذا أتيحت للشباب فرص الإبداع في شتى المجالات، فإن ذلك يعني نهضة تنموية شاملة، فوق مقاييس الربح والخسارة، فالشاب عندما تكون لديه مشاريع للبناء، وقد يحبط في بعض جزئياتها، فواجب الدولة الوقوف معه لا تحطيمه، وهذا بحد ذاته يعد ربحاً للموارد البشرية المستثمرة في الوطن، لئلا يجد في الخارج بعض أمنياته، حيث يلاحظ أن شبابنا مبهورون، بما يجري في البلدان الغربية بعكس ما نطمح إليه. 
العراق يستحق أن تكون قياداته المتصدية للمشهد السياسي، من قبل كفاءاته الشجاعة بعد تجربة دامت (15) سنة من الشباب، لأنهم قوة كامنة وهائلة لتكون مناراً للتنمية والنجاح، والمضي بالمسيرة وبناء المستقبل الزاهر، وواهم جداً من يقول أن الحياة السياسية في العراق، هي عبارة عن معركة بين الشيوخ والشباب، بل هي حالة صحية تبدأ بالقيادة وتمتد الى الريادة، وبذلك تكتمل صورة العراق الواحد المنتصر بشيوخه وشبابه.
عراق اليوم حان فيه لأن يمتلك الشباب فرص القيادة والبناء، فالأمم تبنى بشبابها وفتوتها وهم ذخيرة المستقبل، ومنهم يبدأ مشهد التغيير والإصلاح، لذا رسموا صورة مشرقة للغد، وإستطاعوا بفدائيتهم المعهودة المضي بمسيرة البناء والإعمار، وما التضحيات التي قدموها بتلبية فتوى الجهاد الكفائي، إلا صورة مشرفة لهذا الجيل الوطني المخلص الشجاع، وحفظ الأرض والعرض ضد عصابات التكفير والظلام، إنهم سر كبير من أسرار قوة العراق العظيم.
دعوة صادقة من الأعماق الى الحكومة المقبلة، والتي يتمنى الشباب تشكيلها في أقرب وقت ممكن، بضرورة الإهتمام بشريحة الشباب وتشجيعهم وتكريمهم، فبهم تنطلق المبادرات وتتحقق الأمنيات، خاصة إذا ما علمنا أن شبابنا منذ عقد ونصف لعمر تجربتنا الديمقراطية، اثبتوا أنهم كانوا مصاديق للشجاعة ومشاريع للشهادة، هم الأقدر على إشاعة قيم التعايش والسلام والحوار، إنهم بحق فتية آمنوا بربهم وعليه يتوكلون، إنهم ثورة فوق مقاييس الربح والخسارة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك