زيد الحسن
كل الرسالات السماوية حين نزولها ابتدأت في وضع اول لبنة في مسيرتها أسمها ( القضاء العادل ) حتى لايسير الناس في تخبط وتضيع الحقوق ، وكل الرسل والانبياء اولى وصاياهم ( القضاء والحكم العادل ) ، والله في محكم كتابه العزيز يقول ؛ بسم الله الرحمن الرحيم ( ۞ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ) صدق الله العظيم (58) سورة النساء ، والمراقب للشارع العراقي يعرف تمام المعرفة ان القضاء في العراق مسيس ومرتشي ، فلا حق ينتزع من ظالم ويرد الى مظلوم ، والقانون يطبق على الفقير اذا تجاوز اشارة المرور او نسي حزام الامان ،
ضاع القضاء وضاع معه الشعور بالامان والاطمئنان بان حقوقنا مصانة ،،،
كل البلدان التي اضاعت القضاء اصبحت ركاماً من داخلها وخارجها هذا مايقوله التأريخ ، وليس ببعيد علينا خمسة وثلاثون عاماً من عمر العراق كان القاضي والجلاد هو الحاكم الجائر نفسه ، لكن المحزن اننا بعد ان عانينا الويلات على يد هولاء القضاة الذين يأتمرون بامر الزعيم الاوحد قائد الضرورة ، برز لنا اةألف زعيم اوحد وألف قائد ضرورة !!!
واصبح القضاء لعبة بايدي هؤلاء المتنفذين في احزابهم ،
البلد يسير الى الهاوية السحيقة ، وكل الحلول ترقيعية أن لم نصلح القضاء اولاً ، ونحاسب كل من افسد وعاث فساداً حساباً عسيراً ، الاحصائيات تشير ان العراق يتصدر الدول وفي المراتب الاولى من حيث الفساد في قضائها ، ترى الا ينتبه ولاة الأمر في بلدنا ؟
الاسف كل الاسف أن منظومة القضاء وهي بوابة الحضارة احرقها الاوغاد باطماعهم حتى بات العراق خجلاً من نفسه على ما آلت اليه الامور ،
السجون العراقية تغص بعتاة المجرمين من الدواعش الملوثة اياديهم بدماء الابرياء يسرحون ويمرحون وكأنهم يسكنون الفنادق ذات الخمسة نجوم ، ويوفر لهم سبل العيش الرغيد كأنهم مواطنين من الدرجة الاولى ،، والمضحك المبكي أن حكومتنا بعد كل نكبة كبيرة تنزل بنا يخرجون في مؤتمر صحفي يعلنوا اعدام ست او سبع مجرمين ويعتبرون ان الامر قد انتهى وتم اخذ الحق !
الشارع لن يثق بقاضي ابدا بل ان معظم التظاهرات كانت طليعة مطالبها اصلاح القضاء ، الظلم بلغ منتهاه والاحكام جائرة كافرة قاسية بحق الفقراء فقط ، أصحوا ايها الساسة أنتبهوا فأن الحساب سيكون عسيراً ماعاد في الصبر من متسع ، اصلحوا شأنكم انكم مسؤولون جعلتمونا نبكي الطغاة ونرثيهم وهذه فاجعة الفواجع ترحمنا عليهم لان قلوب العراقيين طيبة ومسامحة ، العراقي يسامح لكنه لاينسى ،
قضاتنا المبجلون لم يسبقكم سابق في فسادكم وفي بيع ذممكم ، ضعوا نصب اعينكم ان التاريخ بصير ويدون كل شاردة وواردة ولسوف يلعنكم لعنة ترافق ذراريكم الى يوم الدين ، ارحموا العراق وارحموا انفسكم ولاتكونو العوبة بيد هذا وذاك وضعو اسم العراق نصب اعينكم العمياء علها تبصر النور ،
لقد اضعتم الامر علينا واشتبهت الرؤيا ، من الحابل ومن النابل ؟ القضاء بيد الساسة ام الساسة بيد القضاء ؟ ام ان الأثنان رجس من عمل الشيطان علينا رجمه ؟
https://telegram.me/buratha