تعرضت الموصل لكل المحن بشراسة كبيرة وعلى يد حكامها وابنائها ، من تخاذل للبعض ومن اصطفاف البعض الاخر مع الدواعش ، انتهاك للاعراض وتهجير وسبي وقتل وتدمير للبنى التحتية ، حتى الاثار لم تسلم من الدمار فقد اطاحوا بالحدباء العريقة ونالوا منها بوحشية الحاقد .
ام الربيعين تلك المدينة الجميلة في شمال العراق المعروفة بحضارتها الاصيلة وبطيبة اهلها ، وثقافتهم الكبيرة ، تخرج من جامعاتها الكثير الكثير من مختلف الاختصاصات فهي مدينة علمية بارزة من مدن العراق .
بعد ان ساهم بعض الساسة بتسليمها على طبق من ذهب الى داعش ، وتأخر التحرير لفترة طويلة عاث فيها الدواعش وعبث بخبث وحقارة وشرد اهلها واستباحوا كل شيء ،
وهي القطب الشمالي للعراق ، وللعراق قطبين تغنى بهم الشعراء ويفتخر بهما كل عراقي شريف القطب الاخر هو البصرة الفيحاء ، الفيحاء الان تعاني سكرات الموت وقد تخلت عنها يد حكومتنا بعناد واصرار ، وكأنها بلدة نائية يراد ازالتها من خارطة البلد ، ويحكم هل تعلمون من هي البصرة ومن يسكنها ؟
هل نسيتم المعارك الشرسة التي قام بها ابناء البصرة ابان احتلال العراق ؟
تخرج وزيرة الصحة علنا امام الشاشات وتعلن بكل وقاحة ان لا احد مات في البصرة ومجرد حالات تسمم مقدارها الف وخمسمائة حالة ؟ بربكم هل هذا منطق مسؤول طبي انساني ؟
هل ننتظر ان يموت اهل البصرة وتنتشر الامراض حتى نبكيها كما بكينا الموصل بحرقة ؟
ماهكذا يدار الحكم في البلاد ايتها الوزيرة وان اردتي العلاج فقط اذهبي لرؤية الموصل وشاهدي حجم الكارثة التي اصابتها وبعدها توجهي بسيارتك الفارهة وخذي معك الجوق من حمايتك وتوجهي الى البصرة ، ستسمعين السياب يهجوكِ هجاءً لن تفهميه لكنه مدون في صفحة من صفحات حكمكم للعراق ، سترين بام عينك نخيلها كسهام في صدرك المكشوف عنه الحياء ، سترعبكِ صرخات الاطفال الذين تسممت ابدانهم بشرب ماء لايصلح لحياة انسان .
لم نتهاون باهلنا ونفرط بهم بهذه السهولة ؟ الجواب بسيط جدا ، هذه مخططات لتدمير العراق يقودها ساستنا وينفذونها بدقة وحرفية فائقة ، لن يسمحوا ان يعمر البلد !
والا كيف يهان اهل اكبر مدينة منتجة لاقتصاد العراق بهذه الوحشية وهذا السكوت ؟
موانئ البصرة تضع اكفها على خدها مستغربة الركود والكسل والاهمال ، والسواحل خجلة من خلو السفن والملاحة ، وحكامنا مبتسمين الثغر ببلاهة !
نينوى تضمد جراحاتها وتضع بلسماً مداوي علها تنسى الوجع ، لكن مايحصل في البصرة فتح لها الجراح وهي الان كأم ثكلت بوليدها ، تخشى ان يحصل لذراعها الايمن ماحصل للايسر وهنا الطامة الكبرى ، اصدرت صرختها بعالي الصوت وتقول ( اياكم والتفريط بالفيحاء ) والله لن تقوم لنا قائمة ان ماتت البصرة او اصابها الوباء لا سامح الله ، ايتها الجموع الوطنية الغيورة ضعوا اصابعكم في عيون الجبناء وارعبوهم بهتاف ( البصرة لن تموت ) .
زيد الحسن
https://telegram.me/buratha