المقالات

نتوسل لرفض استقالة ابليس..!


جاسم الصافي

نحن من يخسر وهم من يحصدون المغانم , هكذا تجري الامور دوما , لا تغير ولا امل , ليس في الامر تشاءم , فسياط البؤس لم تصل بنا الى حافة الهاوية على ما يبدوا , وحتى بعد ان وصلت بأحدنا او بجماعة منا لقرار الانتحار , بسقوط من شرفة الكعبة او تسمم بمواد تالفة او حرقا بنفط البلاد او سكتة قلبة على مصلى , فالأمر لا يتعدى مجرد خبر في صحف الصباح عن حادث يومي عابر , نعم فأبو عزيز فتيل لسياسة استعمارية , والدليل ان من حمل رسالة الانتحار من بعده وضع في مكبس النفايات وصار في خبر كان , ذاكرتنا نحن عصفورية تتمتع بنعمة النسيان اسفنجية تكسب وتفقد سريعا بل حتى قبل ان يرتد لك طرف , نحن شعب يتحمل المصاعب غفور رحيم صابر مجاهد يتوضأ بالانتظار , ويصلي على سجاد البساطة والصبر ويصوم بأحلام الجنة ووعود المسؤول , يشرب الشاي بلا مبالة وعينه بعين شمس تموز , ويكون سعيدا لأنه استجار من الرمضاء بالاستحمام بموالح شط العرب , ومع هذا يحمد الرحمن على فتات فضلاتهم فهي مكارم , توزع وبلا تساوي , من يخدم اكثر يستحق اكثر , يقول عنا احدهم اننا معشر العراقيين لا نستحق مجهودهم السماوي العظيم , والحقيقة نحن كذلك , فنحن من نكث العهد مع علي ابن ابي طالب ونحن من خان ولده سيدنا ومولانا الحسين عليهما السلام , وقد قال فينا الحجاج خطبة هي اخلد من شعر المتنبي , بل نحن شعب حضارته الحروب من زمن سومر حتى ايام ملحمة القادسية الاولى والثانية والثالثة والرابعة .... هذا ما تغذينا به طوال عمرنا , لنكون صاغرين طائعين عبيد مطيعين , ندفع الثمن بالمجان لهم ونحمد سلطان كهنوتهم الخالد فينا , نتبع تعاليم السلف الصالح والاجداد العظام نأطر ايامنا في امثالهم الشعبية وحكايات كان يا ما كان . اليس هذا دينكم وهذه ما تدعون له في دعواكم , والناس على دين ملوكهم ونحن نتبع بلا وعي فتواكم المطعمة بذيل الاحاديث واقوال الرحمن , وكل ما نحن به من بؤس وتخوين وروح الأنانية ونوازع المادية وتكاثر النزعات الإلحادية جاء بفضل كرمكم علينا , بسببكم انتشر فقر جديد ظالم , ليس كفقر الامس العادل نعم فقد كان الظلم متساوي بيننا ولم نكن طبقيات يستعر احدنا من فقر اخيه ، كنا سلطة وشعب حكومة ومعارضة خيرا وشرا الله وشيطان , لم نكن ملونين بلون الحرباء بل كانت الواننا ( يسود يبيض ) ولهذا صار أيماننا نسبي يتقلب مع بورصة عطاياكم تفوح منه الريبة والشك في دواخلنا مدرج في لاحت اتهاماتنا , لقد جئتم كما جاء ابليس للعابد بجبين ساجد ومسبحة مستغفرا وخاتم من عقيق الغرب سحر ابصارنا بريقه , بالإنسانية الشمطاء والديمقراطية البلهاء والحرية العرجاء , حتى غزوتم ايامنا بالكوابيس وانتزعتم بمخالب رفعتكم احلامنا ووزعتم الفرقة بيننا بانتظام اكثر من عمل البطاقة التموينية ونهبتم خيرات بلادنا بمشاريع الوهم والخديعة حتى ضاع ما لنا وما علينا , لهذا اقول : - الله .... الله على ايام ابليس حيث كان الشر واحد والرب واحد وكان الحب واحد والمواطن واحد , ربي ارجعني أعمل صالحا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Bahia
2018-08-29
نشكر اقلامكم الصريحة والمشخصة لمرض استفحل وطال امده نسال الله سبحانه ان يصلح بكم وبايديكم دمتم انوارا متألقة
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك