زيد الحسن
لم اخرج من بيتي منذ ثلاثة ايام ، لوعكة صحية المت بي خرجت بعدها وكأني ارئ الشارع الرئيسي لاول مرة ، فوجئت برؤية دورية للشرطة تقف بأنتباه وبحيطة وحذر عالي خارج المألوف ، طبع المشهد في ذهني وقلت سوف اعرف اسباب وجودهم لاحقا .
لي ذكريات مع حروف ومفردات الاديب الكبير ( مصطفى لطفي المنفلوطي ) فهو اول اديب تسنى لي امتلاك كتبه ومؤلفاته وكانت ملكا لي ، مجموعة كبيرة اهداني اياها صاحب اكبر مكتبة في بغداد اسمها مكتبة ( الاورفلي ) ، وذلك لخدمة انجزتها له في وقتها ، عموما تذكرت جملة قالها الاديب المنفلوطي ( الحكومات تحمي البارات ) ضحكت في سري وقلت ، أيعقل ان يتم افتتاح ملهى ليلي او بار في منطقتي الشعبية هذه ؟
وأن سبب وجود الشرطة هو حمايتها ؟ استبعدت الفكرة تماماً لمعرفتي أن هذا صعب جداً ، على الاقل في الوقت الحالي ، الاحزاب تسيطر سيطرة تامة على هكذا امور ، والاعتقاد السائد هو رفض هذه الاحزاب لمظاهر الانحلال والفساد الاخلاقي ، واما دواخل نفوسهم فالعلم عند الله ، وعند الذي يعرفهم على حقيقتهم .
غالبية رواد البارات والملاهي الليلية من مناطقنا الشعبية ، بل هم حجر الاساس في انعاشها وجعل الديمومة لها مستمرة .
يحظى صاحب الملهى او البار بعلاقات كبيرة وكثيرة مع كبار الشخصيات في البلد ، من قادة وضباط امن واستخبارات ، وهذا امر يعرفه الجميع ولايمكن انكاره ، كيف تعرف عليهم هذا التاجر وكيف هم له صحبة ؟
لاشك انها صحبة ورفقة المصالح المتبادلة ، من يتجول في شوارع بغداد ليلاً ويعمل مقارنة بسيطة ، بين حمايات المساجد والحسينيات وبين حمايات المراقص والملاهي والبارات ، يعرف ان الحكومة بعيدة كل البعد عن الله ، وانها تسعى لنيل المكاسب الدنيوية فقط .
ترى هل تركتم مفصل من مفاصل حياتنا لم تستثمروه ، لقد استثمرتم كل شيء لصالحكم ونسيتم اهم شيء ، وانبل شيء وانفع شيء للمجتمع ، نسيتم استثمار ( طاقات الشباب ) نعم نسيتموها ودمرتم بنسيانكم هذا اهم شريحة من شرائح المجتمع ، تركتم شبابنا عرضة للبطالة والذل والانقياد خلف الانحراف ، لم تقدموا لهم ابسط حقوقهم في العيش الكريم ، وجميع الشباب من ضمنهم حملة الشهادات ، امنحوهم فرص عمل لاتمنحوهم بارات محمية ، قوموهم ولاتفسدوهم ، الاتوجد امور مكسبها اجمل وانقى من مكاسب الحرام والدمار ؟ .
وزارة الرياضة والشباب لها انجازات ملحوظة على ارض الواقع ، خلال الاربع سنوات الماضية لايمكننا ان نجحف حقها ، لكنها لم تفي بالغرض المطلوب والمنشود لخدمة شبابنا ، والاخذ بأيديهم نحو تحقيق طموحاتهم ، علينا الاسراع بكل ما اوتينا من قوة ، الى فتح مراكز للتدريب والارشاد والعمل ، علينا فتح مصانعنا المغلقة بفعل فاعل رجعي عميل او بفعل تاجر مستورد بلا ذمة او ضمير ، علينا وعلينا وعلينا ، واين انتم من صراخنا ايها الخونة .
https://telegram.me/buratha