المقالات

الحشد الشعبي. خطر على العراق!

1979 2018-09-04

ضياء المحسن

منذ سقوط النظام السابق عام 2003، يتعرض العراق لهجمة شرسة من أعداء الداخل والخارج، لم يتفقوا من قبل كما هم متفقون اليوم، والسبب في ذلك هو خطر التغيير الحاصل في هذا البلد، على مصالحهم (بالنسبة لعدو الداخل) وعلى كراسيهم (فيما يتعلق بعدو الخارج)، فاتفقوا على إجهاض هذه التجربة ووأدها، قبل أن تكون واقعا مفروضا عليهم، وتطيح بهم في نهاية الأمر.

لذا فإننا عشنا خلال الفترة المنصرمة كيف أن هؤلاء الأعداء حاولوا بشتى السبل، إفشال التجربة الديمقراطية، مرة بالمقاطعة، وأخرى بوضع العصي في عجلة التقدم التي تمشي الهوينا، وثالثة بإرسال فرق الموت لتحصد أبناء البلد الأمنين في مناطقهم المختلفة.

ومع كل ما تقدم، يجب عدم إغفال شركات العلاقات الإجتماعية، التي تقدم خدماتها لمن يدفع أكثر (إذا ما علمنا أن دول الجوار تدفع من مال النفط لتقويض هذه التجربة)، وهذه الشركات تقوم بتصوير الوقائع بعكس ما هو واقع فعلا، فتجعل المواطن يرتبك عند سماعه للأنباء التي تتعلق بالوضع الأمني والسياسي في البلد، وعمل هذه الشركات يزداد رواجا أثناء الحملات الإنتخابية، والشواهد كثيرة لا مجال لذكرها هنا، حيث شاهدنا كيف أن قيادات دفعت مئات الألاف من الدولارات لهذه الشركات للترويج لها في الإنتخابات.

بعد فشل عمل هذه الشركات، لم يتبق لهم إلا الضرب تحت الحزام، بما يعني إستخدام القوة العسكرية بشكل أكبر مما هو حاصل، هنا جاء دور تنظيم القاعدة ومن بعده تنظيم داعش (الوليد المسخ لتنظيم القاعدة الإرهابي)، فعاثوا الفساد في مختلف مناطق البلاد، وكانت ذروة فعلتهم هو سقوط محافظات عراقية عزيزة بيد هذا التنظيم الإرهابي، وإستشهاد خيرة الشباب الذين هم في ريعان شبابهم، حتى أنهم إستطاعوا أن يصلوا الى مشارف بغداد، ومدن مقدسة أخرى.

هنا جاء دور المرجعية الدينية الرشيدة، بفتواها الشهيرة بالجهاد الكفائي؛ للدفاع عن الأرض والمقدسات، وإعتبار من يستشهد في ساحات القتال شهيداً، واطلق على مقاتلي الفتوى (الحشد الشعبي) الذين لم يهبوا للدفاع عن الأرض والعرض بدافع مادي، أو دافع إنتقام كما يصوره بعض المرجفين وأبواق شركات العلاقات الإجتماعية، وهو الأمر الذي يرق لكثير من أعداء الداخل والخارج، فحاولوا تشويه صورة هؤلاء الرجال، الذين تركوا ملذات الحياة في مدنهم وقراهم، حتى أن بعضهم ترك مقاعد الدراسة لإنقاذ البلد من الإرهاب وأهله.

لم يستطع الأعداء وشركات العلاقات الإجتماعية، أن تفت من عضد الحشد الشعبي، فحاولوا إستخدام أسماء قيادات عسكرية أمريكية شاركت في إحتلال العراق، لتشويه صورة الحشد الشعبي، وأن الأخير أخطر من داعش على العراق، بحيث يتم تصوير مقاتلوا الحشد الشعبي؛ بأنهم مجموعة من الميليشيات التي تقتل الابرياء بغير جرم إقترفوه، ولا أحد يعلم من هم هؤلاء الأبرياء حقا، هل هم شيوخ الفلوجة الذين صفقوا وهللوا لإعدام الصبيحاوي؟ ذلك الشاب الذي بقي رأسه مرفوعا أمام جلاديه، أم أنهم من ساهم في دخول داعش الى تكريت ومن قبلها نينوى.

خطر الحشد الشعبي على العراق الذي يعرفونه حقيقي، ذلك لأنهم يريدون عراقا لا لون له ولا طعم ولا رائحة، في الوقت الذي يريد فيه مقاتلوا الحشد الشعبي، ومرجعيتهم الرشيدة ممثلة بالمرجع الأعلى السيد علي الحسيني عراقا واحدا يعيش فيه جميع العراقيين بوئام ومحبة، فاتقوا خطر الحشد الشعبي!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك