زيد الحسن
من ابرز علامات التحضر لدى البلدان جانب الاهتمام بالطفولة ، وتهيئة المناخ المناسب لهذه البراعم ليشتد لها العود ، وتقود البلد بعد كهولها ، بل يتفننون في اساليب التهيئة هذه ، في المجالين الفكري والنفسي للطفل وادخال كل ماهو مبهج لحياته ، ليكون اجمل وافضل من الجيل الذي يسبقة ، متبعين القاعدة التي تقول ( التعلم في الصغر كالنقش على الحجر .
شباب ثورة العراق الان من هم ؟
ولما هذا الغضب الذي يعتلي لهم الصدور ؟
نواة شباب الثورة من جيل السبعينات والجيلين الذين بعده ، وهذه الاجيال تربت على الحرمان والحروب ، فتحت لها الاعين على استلام البعث العفلقي النظام ، وكانت بداية النظام تتسم بالقمعية والارهاب ،بل حتى الارهاب الفكري ، منعت عن هذه الاجيال كل اسباب التقدم والحضارة وكانه في سجن ، حتى الكتب كانت ممنوعة ان تدخل البلد ، والكتاب الذي يطبع في العراق يجب ان يكون ممجداً للبعث والنظام فقط ، والمضحك ان مناهج الدراسة تطبع في اولى صفحاتها صور الطاغية وبعض من خزعبلاته .
الان الشارع يغلي غليان البراكين حنقاً وغضباً ، من قبل الاجيال التي فرحت بسقوط سجانها الطاغية ، وهللت ورحبت ، بل حتى انها دعمت وساهمت مساهمة كبيرة في ترسيخ قاعدة من اتانا على انه منقذ ، ويعرف معنى الظلم والمعانات ، واذا بهم يسيرون ويسيرون العراق نحو هاوية مخيفة احرقت الاخضر واليابس ، وكل اهتمامهم في حصد الثروات والمكاسب الشخصية ،لهم ولعوائلهم ، اقبلوا علينا جياع عراة حفاة ، والان هم اكابر القوم واثرياءه ، معتقدين ان الشعب سيبقى ابدا الابدين غاضاً للطرف عنهم .
في كل يوم يمضي تذهب معه فرصة ثمينة من فرص انقاذ العراق ، كلما تقدم الزمن زادت فجوة البعد بين الشعب والسياسي اتساعاً ، والحمقى يعون الامر ويعرفونه ، ويتصرفون وكأنهم انبياء ورسل منزلة من السماء اسمائهم . قفوا انظروا من في الشارع الان ؟ هم رجالا بكل ماتحمله الكلمة من معنى للرجولة ، حرمانهم وكبح طفولتهم احالهم الى رجال اشداء ، تعلموا الصبر والحلم من ايمانهم بالله ورسوله ،كان صبرهم معقود بناصية ايمانهم بقضاء الله وعدله ، لم يثورو من اجل اطماع دنيوية او مال وجاه ، لقد ثاروا من اجل الكرامة والعز والشموخ ، ولن يقفوا ابداً حتى يصلوا الى ابواب الخضراء ، ويكتبوا على بوابتها بعرق جباههم ودمائهم ( العراق باقِ وانتم ماضون ) ، وسيبارك الله لهم كل خطوة يخطونها نحوا تحقيق اهدافهم المشروعة عرفاً وقانونا .
فأين المفر من هولاء الذين تحسبونهم اطفالا جياع ، بلا وظيفة ولا مال ؟
عليكم ان تخشوهم فهم رجال العراق وقادته الان ، وغداً تتضح امامكم البصيرة ، لكن بعد فوات الآوان .
https://telegram.me/buratha