زيد الحسن
آفة البطالة مابعدها آفة ان نالت من بلد وتنامت فيه ، تحيله ركاماً ولا تقوم له قائمة ، وتدك اقتصاده وتعيده قروناً الى الوراء.
العراق يمتلك من المعامل والمصانع مايسد عين الشمس ، وللاسف كلها معطلة وقد عشعشت فوقها الغربان ، اسباب تعطيلها غير مقنعة والوقوف مكتوفي الايدي عن تشغيلها يصيبنا بالحيرة والذهول .
لايوجد منتج يدخل في صلب حياة المواطن لانملك له مصنعا او اكثر ، وفي حسبة بسيطة جداً وعلى فرض أننا فتحنا تلك المعامل والمصانع وننظر الى النتائج ؟ لاشك ازدهار مابعده ازدهار ، سنقضي على البطالة نهائياً وسيكون العراق مكتفي ذاتياً ، ولن تخرج خارج حدوده العملة الصعبة التي اغرقتنا بها صناديق الدول المانحة ، اذن هنالك من ليس من مصلحته فتح مصانعنا بل هم من يصرون على ازالتها من الوجود ، وجعل البلد يعتمد اعتماداً كليا على الاستيراد !
تجربة دبي ليست ببعيدة وكيف كانت اولى لبنات بنائها ، اولم تكن انشاء وبناء مصنعاً للحديد والصلب قادها نحو الاعمار والتقدم ؟
والعراق يمتلك اكبر معمل في الشرق الاوسط للحديد والصلب ، تم تعطيله لاسباب سياسية ، وهذا حديث رجال الاقتصاد والمقربون من المشهد السياسي ، ولديهم ادلة واضحة عن اسباب التعطيل .
لنا معامل ومصانع لا تعد ولا تحصى فقط نحتاج الان ان تفتح بجد واخلاص وهمم عالية .
ترى لم يعطل السياسي عجلة تقدم بلاده ؟
و ليس الاحرى به دعم وطنه وقيادته نحو الازدهار ؟ لقد سرحت هذه المعامل بل بالتحديد من معمل الحديد والصلب اكثر من الف ومائتان انسان ، وغير هذا المعمل الاف مؤلفة ، سرحت كوادرها دون مراعاة للضمير .
شبابنا اليوم يواجهون الضياع في شتى المجالات ، ولا اخفيكم السر أن الامية تفشت واصبحت منتشرة في صفوف الشباب ، عزوف الشباب عن الدراسة اصبح له مسوغ بنظرهم شبه معقول ، لان الشاب يعلم ان لا وظيفة تنتظره ولا عمل ، بل سيعلق شهادته على جدار اصم ، هذه طامة كبرى ، الاف من الخريجين يفترشون الارض ومصانعنا معطلة بفعل فاعل ؟ وتناديهم ولا احد يستجيب ويفتح لهم الابواب ، العراقي معروف عنه الذكاء والصبر والمثابرة ، فقط يحتاج الان الى فرصة ليثبت جدارته.
على أي طبقة نعتمد الان من فئات الناس لنبني الوطن وفي هذا الوقت بالتحديد ؟
على اطفالنا ام على شيوخنا من كبار السن ؟
بالطبع كلا بل على شبابنا ليعيدوا للطفولة بسمتها وليرسموا لها طريق المستقبل ، مستعينين بنصح الاباء .
بالله عليكم خذوا بأياديهم البيضاء الان ، قبل ان يجرفهم الشارع الى الانحراف والكسل وموت الهمم ، افتحوا لهم طرق العمل المشروع قبل ان يفتح لهم طريق اليأس دروب الضياع .
الشاب العراقي يستحق العيش في بلد خيراته تكفي قارة ، وهو محروم من ابسط حقوقه في ايجاد نفسه وتكوين اسرة .
الدعوة الان ان لا تطبقوا علينا مقولة ( لا خير في امة تأكل مما لاتزرع وتلبس مما لا تصنع ) ، فنحن من خير أمة اخرجت للناس ، ولكن معاملنا عطلها سياسي بغيض ونسلم امره لله رب العرش العظيم .
https://telegram.me/buratha