المقالات

الحشد أجمل في بلادي من سواه


عبد الكاظم حسن الجابري

ماكنة الموت الداعشي, جاءت لتقتل آخر أمل في كِنانتنا, وبدأت تلك العصابات تقضم أرض العراق, مدينة تلو الأخرى, ووصل سيلها الزاحف إلى أسوار العاصمة, وبدا وكأن سقوط بغداد بات وشيكا.

مع حدة الأوضاع, وتدهور الأمور, إنبرت المرجعية – بعد فشل الحكومة- للتصدي لهذه العصابات المجرمة.

أطلقت المرجعية فتواها العظيمة بالجهاد الكفائي, فكان لهذه الفتوى, وقع كبير, وصدى واسع, في قلوب غيارى العراق, ليحملوا السلاح, شيبهم وشبابهم, للدفاع عن حياض الوطن.

تلبية النداء؛ أنتجت الحشد الشعبي, حشد بقوة الإيمان والعقيدة, يرسم لوحات الأمان لهذا البلد.

الحشد الشعبي كان الإيقونة العجيبة!, التي شهدتها هذه السنوات, الحشد الشعبي كان وطنيا بإمتياز, أبطال نذروا نفوسهم للوطن دون مقابل, بل تعدى الأمر أكثر من ذلك, إذ أن المجاهدين ينفقون على أنفسهم بقدراتهم الذاتية, ومنهم من كان يستقرض أجرة السيارة, التي تقله إلى منطقة القتال.

لقد جاءت داعش؛ لتضع البصمة النهائية في سواد المشهد العراقي, قتلت, وذبحت, وهجرت, وسحلت, وإغتصبت, بدون رحمة أوشفقة.

فكان الحشد الشعبي بقعة الضوء, التي كشفت الدجى الحالك, حشدا رسم الأمل مرة أخرى, وزرع البسمة على الشفاه مجددا, حشدا أعطى جمالا مخمليا, لواقع عراقي, ظن جميع المراقبين, إنه واقع مخيف وليس له قرار.

في خلفية المشهد الذي أوصلنا الى ما وصلنا اليه، بعد إثني عشر عام على التغيير, والإطاحة بأعتى الأنظمة الديكتاتورية الشمولية, لم تشهد الساحة العراقية تطورا ملحوظا, سواء أكان سياسيا أو أمنيا أو إقتصاديا.

سنون مرت عجاف, عنوانها العريض, سيلان الدم العراقي على الأرصفة!.

قوى الشر, وفلول البعث, إتحدت وبتمويل إقليمي, لتحدث أقوى شرخ في النسيج العراقي, واللعب على الوتر الطائفي, ليحترق الأخضر واليابس في هذا البلد.

نخب سياسية نتجت خلال تلك السنين, لم ترقى لمستوى رجال دولة أو بناة بلد إلا ما ندر.

إنشغل السياسيون بالمهاترات, وزادوا بتصريحاتهم الهوة الطائفية, وصبوا الزيت على النار ثم بدءوا ينفخون بتلك النار لتزداد لهيبا وإحراقا.

لم يجنِ العراق في السنوات الفائتة أي فائدة تذكر, وحتى الديموقراطية التي طالما حلمنا بها, قتلتها سيوف المحاصصة, لتذبح ديموقراطيتنا على أعتاب (هاي حصتك وهاي حصتي).

مرت سنوننا بحلوها - إن كان فيها حلو- ومرها, ومجتمعنا يشهد الإنقسام أكثر, وآلامنا تكبر يوما بعد يوم لتقتل آمالنا, وكلما كبرت آلامنا كبرت مقابرنا, وإزدات الثواكل, وصار اليتم بصمة تطبع على جباه أبناءنا.

وطن أصبح في مهب الريح, وغاب المنقذون, وكثر المفسدون, تداعيات سوداء, أقضَّت مضاجعنا, وأدمت قلوبنا, صرنا أرقاما في طوابير إنتظار الموت.

كل الجمال غاب عن وطني, إصطبغ الوطن الجميل, بغبار المفخخات, وسواد قطع النعي التي تبكي شباب العراق.

المشهد بسوءه, إزداد سوءا, فالتخبطات التي عاشها بلدي وحكامه, أفضت إلى إستيلاء عصابات الموت, على مساحات شاسعة منه. ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك