المقالات

لماذا يتم تكسير عظام الدولة؟!

1805 2018-09-15

قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com 

العراق شأنه شأن أغلب دول المنطقة العربية، دولة ريعية؛ والمجتمع ينظر اليها على أنها الوالد، الذي يتعين عليه إطعام أولاده، الذين يعتمدون على والدهم بتوفير كل شيء، من مأكل وملبس ومشرب، وتعليم وصحة وسكن، وبنى تحتية، ومصرف جيب أيضا!
لقد أكد الدستور العراقي النافذ، صفة الوالد للدولة، حينما حملها مسؤولية كل ذلك، بلحاظ ان الدستور صيغ في وقت الوفرة المالية، لكن وبسبب أن مواردنا باتت محدودة، بسبب الأزمة المالية الناجمة عن هبوط أسعار النفط، وبسبب أن المجتمع لا ينتج ولا يخلق الثروة، إلا بحدود ضيقة ليست مؤثرة، فإن الصراع يصبح هو الحاضر دائما في حياتنا، وفي علاقتنا مع الدولة، وتغدو الدولة دائما خصما للشعب، مع أنه ولدها!
دورات الصراع تزداد وطأتها، حينما تنقص موارد الوالد، ويعجز عن توفير مطالب اولاده، ويأخذ الصراع أبعادا خطيرة، قد تعصف بوجود الدولة، ويذهب المجتمع نحو الفوضى حثيثا بأقدامه، دون أن يفكر بأن صراعه مع الدولة، لن يؤدي إلا لمزيد من التراجع والفشل..
على المجتمع؛ خصوصا في أوقات الأزمات والمحن، كالأزمة الإقتصادية التي نمر بها، وكمحنة إحتلال أجزاء عزيزة من وطننا، من قبل التحالف البعثي الوهابي، أن يعيد ترتيب أولوياته وإحتياجاته، وأن يقوم بما يمليه عليه العقد الإجتماعي، الذي تشكلت بموجبه الدولة، ونعني به الدستور.
إن تخلي الشعب عن بعض ما له على الدولة، في أوقات الأزمات أمر لا بد منه، بل ويتعين أن تكون الكفة مائلة لصالح الدولة، كي يعين المجتمع الدولة، على التصدي للأزمة ومخرجاتها، وفي هذا الصدد يجب أن تتسع مساحة العطاء، و تتقلص مساحة المطالب.
عطاء الشعب في أوقات الأزمات، وتحوله من مجتمع يأخذ بلا حدود؛ ولا يعطي إلا قليل، إلى مجتمع يعطي كل ما من شأنه، توفير أسباب القوة والمنعة، سيكون من مؤداه في نهاية المطاف، تحرر المجتمع من هيمنة الدولة وسجنها الكبير، ويحولها الى تابعة للمجتمع، تأتمر بأمره عبر مؤسساته التمثيلية المنتخبة، ويجعلها أداة فعالة لتشييد الحاضر وبناء المستقبل.
إتساع خطاب النقد اللا موضوعي، وتهويل الأخطاء، وعدم النظر الى المنجز الإيجابي، وتكسير عظام الدولة، بالتسقيط السياسي، وإلصاق تهم الفساد بكل الدولة، من راسها الى ذيلها، لم يكن عملا عفويا، أو ناتجا عن إحتقان مجتمعي فحسب، بسبب قلة المنجز.
كلام قبل السلام: لقد كان كل ذلك بالدرجة الأساس؛ عمل مخططا له بعناية فائقة، وأجريت عليه عمليات محاكاة، في أروقة التآمر على العراق ووحدته وسيادته، والهدف هو عزل الشعب عن الدولة، ليسهل فرض قيم جديدة وواقع جديد، ليس للقوى المتصدية للعملية السياسية راهنا، مكان فيه، ليتم الإتيان بقوى جديدة، هي بالحقيقة أدوات طيعة، بيد الغرب ودولة الشر الترامبية! 
سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك