زيد الحسن
في كل خميس تصطف الصفوف في كافة مراحل الدراسة ، ليبدأ النشيد الوطني ويرفع العلم على سارية تعانق السماء ، ويكون مدير المدرسة مهندماً ومستعداً ان يلقي خطاباً حماسي يشد عزم طلبته ، مستذكراً دروساً من التاريخ .
كبرنا وعرفنا التاريخ على مصداقيته ، اقلام محبة واخرى حاقدة والجميع يدون ما يراه الحق المبين ، انا وانتم أيها السادة دونا شمالا وجنوباً ، لكن هل الحقيقة معي ام معكم ؟ وما كان السبب في اختلاف رؤيتي عن رؤيتكم ؟ أياك والقول ان المصالح والمنافع هي سبب فرقتنا ، بدليل ان العراق ضاع بين غيلان ثلاث ، ولا تحدثني عن الحضارة وماضينا ، فلقد شبعت منها حد التخمة ، للاسف تاريخنا حبر زائف على ورق اعمى ، فيه من الابناء العقوق لابائهم وفيه حروب بين ابناء العمومة مستعرة ، وفيه كل ماتقشعر له الابدان ،اعلم ان هناك من سيصرخ بي ويقول قف رويدك تاريخنا عريق ، لكن قبل ان يصرخ عليه ان يخبرني ماهي عراقته ، اعطيني صرحاً شيد ، او مناراً اضاء لنا درب ، بالطبع لن يستطيع فهو مغرم باجنحة ابن فرناس وتبين انها كانت مزحة هلك فيها الرجل ودق عنقه ، ولاتخبرني ان اصل العلوم عربية وتذكرني بالرازي وابن الهيثم ، فأن مايستر عورتك الان من صنع الدول الكافرة ، فأنت من تخلى عن افكارهم وهم ترجموها على ارض الواقع ، حضارتنا ياسيد فيها من الغلو الكثير الكثير وفيها من الفظائع ما هو اكثر ، واكثر ما يخجل اننا اليوم نرمي بفشلنا على جنكيز خان وهولاكو وحتى على صدام ، واليوم نقول امريكا دمرت ونهبت ، والرؤيا قد وضحت جلية اننا من دمرنا ونهبنا ، ولم تكن بلداننا تضيع لو كنا فعلا نستحق تلك البلدان .
وخير شاهد القدس وكيف انها ضاعت امام انظار ملوكاً ورؤساء وشعوباً اكتفوا بالشجب والادانة وخرست بعدها لهم الالسن ، وكم من قدس في بلاد العرب مستباحة ؟
حتى تلك المدن التي لم يدخلها الاغراب احتلت على ايدي الاشرار من اهلها ، وكلما لامس الامل لنا بعودة الفارس الذي يحمل عشبة الخلود ، كلما عرفنا أنها اسطورة وكلكامش ميت وانكيدوا جثة هامدة اكلها هام الارض .
معلمي المسكين ؛ مارأيك ان تكف عن خطابك وتكتفي بدار دور الشعب سيثور ؟
مارأيك ان تنكس الاعلام مدعياً ان السارية تنتظر الموازنة لتبنى وان السياسي السارق سيتوب ،
ما رأيك ان لا تجعل طلابك بصفوف منتظمة وتجعلهم مجاميع وفرق تشبه مجاميع وفرق ساستنا ، لكن لو كان في قلبك قليل من الرحمة ، لذهبت لأي صندوق مانح وجلبت لهم زياً عسكرياً وقطع سلاح ، وجهزهم بدل ان تتركهم عرات اليدين ، وتتكسر لهم الاذرع ، استاذي المربي ؛ لقد أكل الساسة حقوقك قبل حقوق اولادنا وحقهم في التعليم .
https://telegram.me/buratha