زيد الحسن
في كتاب الطبري ج 4 حديث موجع عن كيفية حصار مكة المشرفة وكيف تم رميها بالمنجنيق واحراقها من قبل جيش يدعي انه مسلم ، والحديث طويل ذو شجون .
هل هنالك مسلم على وجه الارض الان لم تهز وجدانه هذه الاحداث ، التي يكاد العقل يرفض تصديقها ؟ كيف تسنى للمسلم ان يهاجم ويحرق بيت الله الحرام ؟ نعم انه الطمع وحب الدنيا والسياسة التي لا تعرف حدود الله ، يجعلون مقدسات الناس اسباب للغنى والترف ، وكأنهم مالكوها !
الكعبة المقدسة ملك لكل مسلم وليست ملك لاحد او بلد .
تواجه الجمهورية الاسلامية اليوم موجة حرب وحصار على مختلف الاصعدة ، على الساحة السياسية يحاول الغرب جعلها تبدوا بلداً لايحب الخير والسلام ، وهذه ضريبة من ضرائب النجاح التي وصلت اليه الجمهورية الاسلامية ، فلن يهدأ بال الغرب ان نهضت دولة مسلمة وعمرت الارض وازدهرت ، هذا من باب ، والباب الاخر هو الخوف والرعب من كلمة شيعة وتشيع ، ولا اعلم لم هذا العداء المنصب على حبنا الى ال النبي عليه وعلى اله السلام !
اليوم اصبحت شروط الذهاب الى الحج تكاد تكون مستحيلة على الفقير ، وربما ركن الفقير هذا الحلم ولم يعد يفكر به ، فلقد اصبح الحج تجارة وبالعملة الصعبة ، والاسباب معلومة التي صاحبة هذا الغلاء في تكاليف الحج ، لكن ما بنا نحن العراقيين ؟
هل سنعاود تكرار مافعله الحجاج ونرمي كربلاء كعبتنا بمنجنيق الطمع ؟ والله لافارق بيننا وبينهم اذن !
كربلاء المقدسة قبلة كل مقهور ومظلوم ، كربلاء الحسين عليه السلام ملاذ امن لكل خائف ، لن نجعلها منطقة تجارية يراد النيل منها .
ان القلب الذي يهفوا لزيارة ارض كربلاء جدير بنا ان نحتويه ونقبله قبل تقبيل ايادي صاحبه ، ولن نسمح لهم ان يظهر لنا حجاج ثاني يمارس علينا الطغيان ، ارض كربلاء قلبها مفجوع بحادثة الطف ، وما زالت الدماء حارة نازفة ، وكل زائر محب هو بلسم مداوي لجراحات سيد الشهداء وصحبه عليه وعليهم السلام ،وعلينا حمل زواره على اكتافنا وتقديم كل سبل التي تسهل لهم الزيارة ، علنا نسهم في تخفيف خيبة المسلمين فيمن يديرون امور الكعبة المقدسة اليوم .
كربلاء هي عاصمة الله كما اسماها بعض العلماء والمفكرين ، فلنسهل الامور لزيارة هذه العاصمة لكل من اراد الطواف والسعي بين قبري الامامين الحسين والعباس سلام الله عليهم ، ولنجعل الزيارة هذه السنة اعظم من سابقاتها .
وان بقينا على صمتنا فلا رجاء باهل السياسة لانهم يشبهون جيش مروان ، جل فكرهم منصب على المكاسب الدنيوية لايفقهون شيئاً من اسباب عشقنا الى الحسين عليه السلام .
ان رفعت سمة الدخول للحجاج الوافدين الى كربلاء من الجمهورية الاسلامية نكون نحن من رمى كل حاقد وناقم على قدسية كربلاء بمنجنيق الحق ونرد عليهم رداً لن يصلوا الى معنا
https://telegram.me/buratha