المقالات

التوافق و المعارضة ؟

1714 2018-10-03

سجاد العسكري
ان اي نظام سياسي حاكم في اي بلد يجب ان تكون له طرفين لنجاحه , الاول طرف يقود السلطة والثاني طرف اخر معارض , وان مفهوم المعارضة قائم على اساس التعددية السياسية اي وجود الاحزاب السياسية فمنها تمسك السلطة واخرى معارضة , وهي ركن اساسي في النظام السياسي , ولها الدور كبير في الحركة الاصلاحية والتغير نحو اسلوب افضل لادارة الحكم واستثمار موارد الدولة , اذن فالمعارضة معيار الاستقرار والتغير من واقع الى واقع افضل , وهذا لا يكون الا عبر هدف المعارضة الاساسي الوصول الى السلطة ؛ فتتبع الوسائل منها الانتقادات , واثارة الراي العام ضد الحكومة , ومبتعدتا عن حمل السلاح والتفجير والتخريب .
وهنا علينا التميز بين المعارضين , فليس كل معارضة سياسية هي معارضة حقيقية ؟ لا بل للمعارضة انواع وعلينا تميزها والتفريق بينها ومن ثم تشخيص نوعها , وبالنتيجة هنالك انواع عدة منها وهي بايجاز :
• المعارضة التوافقية : كما اسميها لأنها لا تكون ضمن النظام القائم بل قبلت في الغالب مايمنح لها من مقاعد برلمانية او تسهيلات ما من قبل السلطة , فهي تعتاش على فتات مايمنح لها ؟! وهي عادة تغرد خارج السرب , وليس لها دور في عملية اصلاح مساويء النظام , وليس لها دور في عملية البناء المجتمعي في التعبير عن مطالبه واحتياجاته , بل تكتفي بشرعية النظام الحاكم وتكتفي بالتعبير عن مصالح الطبقة السياسية التي تكون جزء منها.
• المعارضة التسقيطية: لأنها دائما تدعوا الى الهدم وغير قادرة على البناء , فغالبا ما يخرجون ويحتجون وتعبر عن مطالب ما , لكنها تفتقد الى الجانب الفكري والتنظيمي, وبالنتيجة ليس لديها بدائل واقعية كونها في حالة فوضى ,او قد تكون مدعومة من اطراف تسعى لأسقاط النظام القائم .
• المعارضة الناضجة: هي معارضة حقيقية ناضجة ذات رؤية وافكار بناءا ,وقادرة ومنافسة على ايجاد سياسات بديلة , وكما لها دور في الاصلاح ومراقبة عمل النظام القائم وانتقاده بشكل موضوعي , بالاضافة تستطيع تحريك الراي العام .
وهذه الانواع قد تكون داخل البرلمان او خارجه اي مقاطعة للانتخابات , فعلينا التميز واختيار المعارضة التي تضمن لنا اصلاح النظام السياسي الذي عشعش فيه الفساد بسبب السياسة التوافقية للاحزاب التي تناوبت على حكم البلد , والتي كانت في الغالب داخل السلطة الحاكمة وجزء منه ,ومنها من يلهث للمناصب والمسؤليات , والبنتيجة تعليق والغاء دور المعارضة الايجابية الناضجة .
فاصلاح النظام القائم حاليا بحاجة الى المراقبة والنقد وتقديم خيارات بديلة عن ما تتبناه السلطة الحاكمة ,واستجوابها , وبيان الاسباب الحقيقية وراء القرارات والقوانين , وكشف قضايا الفساد وعرضها على القضاء والرأي العام وتسندها بالادلة الدامغة ؛ وبالتالي سوف تحفز وتجبر السلطة الحاكمة باخذ مسؤولياتها , واعادة النظر بقراراتها المربكة للوضع العام , ومحاسبة المقصرين والفاسدين. 
ونحن مقبلين على حكومة جديدة مع تحفظنا عن بعض الممارسات ؛ لكنها تمثل تغير نوعي وكسر جزء من التوافق العام , وافشال بعض المخططات الخارجية التي ارادت السوء ولسنا بمنئا عنها؟ وعلى الاخرين الغير مقتنعين لتشكيل معارضة برلمانية حقيقية ناضجة , وتبتعد عن التسقيط الاعلامي والتشويه وتعتمد اسلوب النقد البناء والمراقبة لأصلاح مافسده الدهر والاخرون

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك