المقالات

ثلاث مراحل جهادية ..بلا مساومة ؟

1531 2018-10-13

سجاد العسكري 

يمكن وصف المجلس الاعلى الاسلامي العراقي بأنه مؤسسة وعصارة المراجع التي وقفت امام الطغاة وزمر الحكم البعثي الصدامي , الذي استهتر وتلاعب بحياة العراقيين واذاقهم مختلف الويلات ..., وفي ظل هذه الاحداث تشكل المجلس الاعلى وتحت قيادة دينية تنتمي للمرجعية التي عرف عنها مواجهة الظلم والظالم , والتي كانت تتبنى في خطواتها فكر اسلامي اصيل متواصل مع الجميع ويبحث عن نقاط التقاء ؛ لتعزيز التعاون والثقة المتبادلة مابين القوى المعارضة لسياسات البعث الصدامي المجرم , وجمعها تحت مظلة الهم الوطني المشترك , والخلاص من الدكتاتور , وانشاء عراق معافى يقوده ابناءه , مستقلا بعيدا عن الضغوطات والمصالح العالمية للهيمنة على مقدراته من حكام عملاء او استكبار عالمي اقليمي بنظرته الطائفية العنصرية وزرع الخلافات بين ابناءه لتضعيفة .
فمنذ انشاء المجلس الاعلى ولحد الان مر بعدة مراحل يمكن ان نقسمها الى ثلاثة مراحل هي:
• المرحلة الاولى (مرحلة التصدي والهجوم ): وهي من المراحل التي تأسست على ضوئها هذه المؤسسة العريقة من رحم معاناة الواقع العراقي المرير , وسيطرة البعث الصدامي على الحكم فاستخدم جميع الوسائل والممارسات القذرة الطائفية والعنصرية ضد ابناء الشعب العراقي من مقابر جماعية تصفية العلماء والمفكرين اغتيال القيادات الدينية ..., مع صمت اعلامي ودولي مما يجري داخل العراق ؛لينبري شهيد المحراب ومؤسسته للدفاع عن العراق , وفضح ممارسات البعث المجرم من تصفيات وانتهاكات , ولم يكتفي بالتصدي وفضح الاعمال المشينة , بل انتقل الى شن هجوم من داخل مضاجعهم حتى بات المجلس الاعلى وقيادته ورجالاته الكابوس الذي يحسب له الف حساب , فبداءت اعماله الجهادية من الداخل والخارج لزعزعة اركان النظام الدكتاتوري الحاكم , وكانت الضريبة دماء الشهداء الذين جاهدوا لتخليص العراقيين من براثن البعث المجرم , ولم يقتصر العمل الجهادي فقط بل رافقها سياسة محنكة من قيادة المجلس في المؤتمرات والمحافل الدولية.
• المرحلة الثاني ( التغير والبناء ): وهي مرحلة الخلاص والتي بداءت في 2003م , وما بعد اغتيال الشهيد القائد المؤسس شهيد المحراب "قدس" , فكان دور المجلس الاعلى الراعي واللاعب الذي استطاع بحنكته جمع البيت الشيعي , وتوحيد الرؤى بالاضافة التحرك على باقي المكونات واستقطابها لصنع عراق جديد يسوده الشراكة الحقيقية والتعايش السلمي , وانتقال السلطة بصورة سلمية , وكان صاحب فكرة التخلص من الامريكان عبر الانتخابات واختيار من يمثل الشعب , فعلا دخل الانتخابات باسم الائتلاف العراقي الموحد ليحصد الاغلبية الساحقة من مقاعد كتلة الائتلاف الموحد قياسيا مع باقي الاحزاب ؟ فعمل لأشراك التيار الصدري الذي ابا المشاركة في الانتخابات , واستأثارحزب الدعوة بقمة السلطة التنفيذية لنفسه ,فهنا دب الوهن فالسلطة كانت مدار هم البعض متناسيا حكم البعث الدكتاتوري؟! لكن المجلس وقياداته لم تكن لديهم مشكلة فيمن يكون في قمة السلطة التنفيذية ما دام العمل بصورة استشارية ومشتركة لأحداث تغيير من اجل الصالح العام ؛ لكن اخوة الامس ورفقاء الدرب والجهاد اعمتهم السلطة وملذاتها لينغمسوا في المغريات الشخصية وجمع الاموال . اما المجلس وقياداته لم تتخلى عن واجبها في النصح وتقديم المشورة وتشخيص الاخطاء وعرض البدائل , مما دفع بالمستحوذين على السلطة بشن حملة لتشويه السلطة والمرجعية الدينية , بسبب تشخيص مصادر الفساد الذي استشرى في جميع المفاصل ليمر بمرحلة اخرى من الجهاد ضد اخوة الامس والحملة التسقيطية ليقف مدافعا عن مؤسسته وقياداته وناصحا , ويتصدى للحملة التي شنت ايضا ضد المرجعية الدينية .
• المرحلة الثالثة (مرحلة الدفاع المقدس): بعد سوء الادارة من قبل السلطة الحاكمة وانتكاس ابسط الخدمات التي تنفع المواطن , وقصور النظرة للمستقبل وتحليل المعطيات التي سببتها سوءالادارة والمصالح الشخصية والفئوية والفساد الاداري والمالي التي طغت على الطبقة السياسية , وتناست الواقع المأساوي الذي يعيشه البلد والمواطن ؛ مما سمح لتسلل الارهاب واعداء العراق الجديد بأضعاف الحكومة وادخالها بنزاعات وسجالات بين القوى التي تدير دفة الحكم من اجل مكاسب ضيقة , فتمكن الارهاب من فرض سيطرته على مساحة واسعة من البلاد , مما دعى المرجعية العليا بالافتاء بوجوب الجهاد الكفائي , فتراكضت جحافل الرجال لتلبية النداء وعلى رأسهم ابناء شهيد المحراب بقيادة رجال المجلس الاعلى الذين ما انفكوا خلال كل هذه المراحل من التخلي عن الجهاد, فنبرت رجالهم بتشكيل السرايا والافواج تلبية ودفاعا عن ارض الوطن ومقدساته .
فهذه ثلاث مراحل مهمة في مسيرة هذه المؤسسة المباركة والجوهرة الثمينة والتي مابرحت العمل الجهادي على الصعيد الدفاع المقدس بالدماء وعلى المستوى السياسي في تقديم التوجيه والارشاد ووضع البدائل والتحذير من المخاطر, ولم تساوم يوما على حساب مبادئها ولا على ماينفع المواطن طوال مراحل جهادها , فارادوا انهائها ؛لكن الله اراد لها البقاء لأخلاص قادتها , وتمسكهم بالنهج والفكر الاسلامي الاصيل -اهل البيت ع - , وبالقيادة دينية هي المرجعية العليا , اما الان تنتظرهم المرحلة الرابعة هي مرحلة الدعم والاسناد ومحاربة وفضح الفاسدين وكل من اراد بالخيرين سوءا , وهي مرحلة الاستقلال والثبات وتصحيح المسار.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك