عبد الكاظم حسن الجابري
المتتبع للأحداث العالمية يجد وبوضوح ان منطقة الشرق الأوسط هي المنطقة الأكثر سخونة في العالم وهو منطقة لأزمات متتالية ومتجددة وما تكاد تنتهي ازمة الا وتستعر أزمة جديدة في هذه البقعة من الكون.
تدور في الاروقة الامريكية وحليفاتها الخليجية فكرة تشكيل جيش دولي مشابه لفكرة تشكيل حلف شمال الاطلسي (ناتو) والذي تشكل بعد الحرب العالمية الثانية.
اسئلة كثيرة تُطرح حول هذا الوليد الجديد بدءا من اسباب تأسيسه مرورا بالدول المشاركة فيه انتهاءا باليات التنفيذ العملية لهذا الكيان العسكري، كما إن المشاكل التي تكتنف الشرق الأوسط هل هي مشاكل في حقيقتها ممكن ان تُحل باستخدام قوة عسكرية ضاغطة؟.
اعتقد ان كل ما يقال في الاعلام عن دور هذا الحلف في مكافحة الارهاب ما هو ألا هراء وترهات مللنا اعادتها وتكرارها من قبل اميركا التي ما ان تريد أن تقدم على شيء ألا والصقت الارهاب به -سلبا او ايجابا-
المتابع لطبيعة هذا التشكيل سيجد يوضوح انه عبارة عن جيش للمرتزقة وتشكيل لميلشيات وعصابات تحت غطاء دولي اذ ان فكرة هذا التشكيل هي أن يكون بقيادة امريكية وتمويل سعودي خليجي وقوى بشرية مختلطة افريقية من السودان ومصر والمغرب وغيرها وهذه دول معروفة بفقرها.
إن مشاكل الشرق الأوسط هي مشاكل فكرية مرتبطة بالأيدولوجيات وبالإمكان أن تحل في اروقة الفتوى من خلال منع خطباء وشيوخ التكفير وطرح خطاب عقلاني متزن يقبل الاخر بالتعايش السلمي، اما ما يتحدثون عنه من ضرورة هذا التشكيل هي في الحقيقة ضرورة أمنية لحماية اسرائيل ومواجهة محور المقاومة بإيجاد ضد نوعي لهذه المقاومة اذ أنه من الواضح إن اتباع المنهج التكفيري سيكونون العمود الفقري لهذا التشكيل.
المسؤولية الوطنية والأخلاقية والشرعية تحتم على ابناء هذه الدول أن يتكاتفوا وأن يتعاضدوا وأن لا يسمحوا بتمرير هذا التشكيل والذي لن يساهم بحل مشاكل الشرق الاوسط وانما سيزيد في تعقيدها.
https://telegram.me/buratha