ليث كريم
قراءه مقتضبة لأبرز المراحل البطولية في تاريخ للمجلس الاسلامي الاعلى العراقي , ودوره في الدفاع عن الشعب العراقي ومقدساته خلال 37 عام منذ التأسيس .
البداية الاولى اكانت افكار رسم خطوطها العريضة الشهيد محمد باقر الصدر ( رحمه الله عليه ) ومجموعه من العلماء , تهدف الى وضع جميع الطاقات في بوتقة واحده و انتاج حاله مميزه من التنسيق بين بين الاطراف لإسقاط النظام الدكتاتوري البعثي , هذه الفكره التي ايدها الامام الخميني (رحمه الله ) وعمل على تقديم كل مستلزمات النجاح لها وليشهد عام 1982 الولادة الحقيقة لتلك الافكار بعد مخاض طويل , كان من نتائجه ولادة هذا الصرح الثوري والعقائدي الذي يمثل اليوم الوجه المشرق للإسلام الديمقراطي المتناغم مع تطور المجتمعات والمرتكز في جميع مبادأة الى الاسلام المحمدي , وطريقه الامام علي (عليه السلام ) في الحكم , فكان بالأهداف التي كان طرحها والمبادئ التي يدافع عنها لأقرب الى قلوب الناس فأصبح الرأي الشعبي الداعم لأول لهذا الصرح الوليد , وكان الدور الكبير لأيه الله العظمى للسيد محمد باقر الحكيم في قياده المجلس الاعلى لاسيما في المراحل الاولى ففي الوقت الذي كان يقاتل النظام المقبور و اجهزته القمعيه بيده , كان باليد الاخرى يحرص على البناء القوي والرصين وكأنه ( رحمه الله عليه ) كان يرى المستقبل للمجلس الاعلى والتحديات التي سيواجه , فكانت القواعد التي ارساها بمثابة الاساس الصلب لهذا الصرح الكبير , وبعد سنوات قليله جدا من التأسيس اصبح المجلس الاسلامي الاعلى راس الحربه التي تواجه النظام البعثي والجهة الشرعيه الاولى التي تقود العمل المعارض للسنوات القادمة , وبرغم ما تعرض له المجلس الاعلى خلال مراحل عمره الجهادية من القتل والتعذيب والتنكير لقياداته ولتشويه لسمعته والنيل من مبادئه , فانه فاجئ الجميع فأصبح بوقت قياسي وبرغم الظروف من المع المنارات الجهادية الداعية للحرية وتخليص الشعب من الاضطهاد البعثي , وكان له ما اراد في 2003-4-9 بسقوط النظام البعثي وليطوي بذلك احد واعقد الصفحات الدمويه و اطولها في تاريخ العراق الحديث , أول التحديات التي واجهها المجلس الاعلى بعد 2003 كانت في كيفيه نقل السلطة من قوات الاحتلال الى الايادي العراقيه وبضغط المرجعيه الدينه كان له ما اراد , لكن هذه المرة كان الثمن باهظا باغتيال رئيس المجلس الاسلامي الاعلى ايه الله السيد محمد باقر الحكيم , فالقوات الامريكية التي عبر البحار والمحيطات لم يرق لها تسليم السلطة بسهوله ولان شهيد المحراب كان يمثل الضمانه الحقيقة لجميع المكونات والطوائف العراقية كان لابد من ابعاده , ولتخسر آلامه الاسلامية والشعب العراقي والمجلس الاعلى احد اعظم قاده الفكر الجهادي في القرن العشرين , لكن سرعان ما لملم المجلس الاعلى جراحه و اعلن انتخاب السيد عبد العزيز الحكيم رئيسا جديد للمجلس و ليواصل التحديات في العمليه السياسيه حيث كان له الدور المشهود بإضفاء حاله من الديمقراطية على الوضع السياسي الجديد انذاك و حماية حقوق المكونات الاخرى , ومع تنامي الارهاب في المجتمع العراقي فقد كان للمجلس الاعلى صولات في الدفاع عن العقيدة و اخرها ما قامت بة سرايا عاشوراء ضد داعش والعناصر الارهابية الاخرى , وبرغم الانشقاقات التي حصل المجلس الاعلى خلال عمره الجهادي الى انه حافظ على نهجه وسمو مبادئه و رصانة معتقداته .
ولعل من يمتلك كل هذا التاريخ , ومن تجاوز كل الازمات السابقه قادر على تجاوز الازمات الحاليه والوصول بالعراق وشعبه الى الى ما يضمن له الحرية والعيش الكريم ويحفظ له تاريخه الديني والحضاري بما يتوافق مع الدين والنهج المقدس لأل البيت
( عليهم السلام ) .
https://telegram.me/buratha