أمل الياسري
الإنتصار على الأعداء يتطلب يحتاج الى مراجعة ذاتية، والى تصحيح للإخطاء، والى تعديل المسارات، والى نظرة موضوعية بعيدة عن التبرير، والحقيقة إن إمتيازات المسؤول في العراق شيء مخيف، أساسه أنهم تفننوا في طرق الفساد المالي والإداري، ومثل هذا الوضع يجب أن يقاس بحجمه وعمقه، ونحن أمام مرحلة خطيرة، وجرحنا واحد وعدونا واحد، لذلك وجب التصدي لآفة الفساد، مهما كانت التضحيات.
قيل أن الثورات تحرق رجالها، فالرعيل الأول المجاهد من قيادات المجلس الإسلامي العراقي الأعلى، وبضمنهم الشيخ همام حمودي كانوا، وما زالوا يحترقون من أجل قضيتهم الأولى والأخيرة، وهي قضية الوطن والمواطن، وهم فرحون بهذا الإحتراق الوطني، لذا كثرت مطالباتهم بوضع آليات وسياقات محددة، وواقعية، وعاجلة لمكافحة الفساد أينما كان، ثم أننا نحارب منذ عام (2003 ) ولحد الآن، ضد العصابات المتعطشة للدماء، فما الفرق بين مَنْ يسفكها من التكفيريين، وبين مَنْ يمتص دماء الشعب بفساده وسرقاته؟!
أي إنفاق بعيد عن الهدف يكون في غير محله، والأمر ينطبق على حقيقة ما ينفق في موازنات العراق الإنفجارية، من إختراعات في أبواب الفساد، والإنفاق غير المشروع بمشاريع وهمية، أو حملات دعائية، ولم يتذكر أحد قول الإمام السجاد (عليه السلام): (إن من سعادة المرء أن يكون متجره في بلاده)، والرسالة موجهة الى مَنْ يمستثمرون ملياراتهم السحت في بنوك الدول الأجنبية!!
رجالات المجلس الإسلامي العراقي الأعلى كانوا وما زالوا ينادون، بأن الخدمة ليست شعاراً وإنما أمر واقع، وعمل مخلص ونية صادقة تطبق على أرض الميدان، ولكي يتحقق هذا الواقع، لا بد من مكافحة الفساد بكل أشكاله، حتى وأن أفنى الرجال المجاهدون أعمارهم، وحرقوها جهداً وسهراً في هذا الأمر، لأجل الوطن وبلا هوادة، لذلك فإن إستلهام المناسبة (مرور 37 عاماً لتاسيس المجلس الأعلى)، لمعرفة إستحقاقات المرحلة القادمة ومحاربة الفساد، ويعد من أولويات مهام الحكومة القادمة في البناء والتغيير.
https://telegram.me/buratha