عبدالامير الربيعي
بعد قرون من الهيمنة، وخرافة الاستكبار العالمي، والدولة العظمى، يسجل محور المقاومة ضربات قاسمة، هذه الضربات المتتالية باتت ترعبهم، وأصابتهم بذعر افقدهم صوابهم، حيث أصبحت خرافة الدول العظمى تتلاشى، وأنظار العالم تتوجه نحو محور المقاومة، وأصبح توقيتهم بتوقيت العاصمة طهران بدلاً عن چرنش، فمشروع الأمة الواحدة، أصبح يسجل الهجمات واستحواذه على خيوط اللعبة، وخرج من خندق الدفاع والهجمات المرتدة.
مؤامرة الناتو العربي، تحوك التآمر على القضاية المصيرية وهدفها محور المقاومة، الذي يعلمون هو من قطع الطريق على إستراتيجياتهم، وقسم ظهر الحلفاء المحليين، بعد أبعادهم عن تشكيل الحكومة العراقية، الناتو العربي سيكون بأموال سعودية وبقيادة أمريكية وقوى بشرية مصرية وسودانية ومغربية، وقواعد إماراتية بحرينية جاهزة منذ زمن، الخطر قادم وعلى الجميع الانتباه واليقظة، لتفويت الفرصة من جديد، الهدف القادم سيكون أقصى من كل ما سجل سابقاً.
لا يعد الناتو العربي فكرة وليدة اليوم، فمنذ اندلاع ثورات الربيع العربي وإلى اليوم، لم تبارح فكرة إنشاء هيكل أمني، لمواجهة التهديدات التي تواجه الزعامات المخضرمة والمتربعة على عروش السلطة، والحكومات الدكتاتورية، والدول والأنظمة الغربية، تزيد من مطمع الحكام و عقول القادة العرب من المحيط إلى الخليج، رغم الاختلافات بينهم حول شكل القوة المقترحة ووظائفها، وأهدافها وطريقة عملها وهيكل قيادتها.
هذه الخلافات جعلتهم يسلمون الجمل بما حمل إلى "التحالف الصهيو امريكي"، وهي اختلافات ليست جديدة، بالجذ ورها تعود إلى العهود الأولى لاستقلال بلاد العرب، حين فشلت الدول العربية حديثة العهد في الوصول لإطار للأمن الجماعي بسبب الخلافات المبكرة داخل جامعة الدول العربية منذ الأشهر الأولى لتأسيسها، وهذا ما سهل تطبيق وعد بلفور المشؤوم، وباقي الحلوف والمعاهدات، التي لم تجلب سوى التفرقة والهلاك.
تخبط ما يسمون بالقادة العرب، جعلهم مأسورين لكراسيهم، وحولهم عبيداً للعم سام وقراراته، وبدء العبودية مرحلة جديدة، بعد ان أوهمهم ان محور المقاومة هو عدوهم،وجعل من الجمهورية الإسلامية أسطورة الديناصور المرعب، وإسرائيل صديقة حميمة، فسحقا لحماقة وسذاجة طويل العمر.
https://telegram.me/buratha