زيد الحسن
لو كان الفقر رجلاً لقتلة ، هذا ما قاله الامام علي بن ابي طالب عليه السلام ، وبعده تشدق بهذه الكلمات حكام وملوك العرب .
اليوم العالمي للفقر ، عجيب امرنا نجعل لفقرنا يوماً نحتفل به ونستذكره ونحن نعيش حياتنا بفقر دائم ، فكيف سنقتله ونعيش ؟ وعن أي فقر نتحدث ومليارات الدولارات تسرق يومياً علناً دون رادع أو محاسبة !
فضائح البنك المركزي لا يمكن لعاقل ان يصدقها ملايين تدخل الى جيوب اناس معلومين يوميا دون وجه حق ، اختلاسات في الدورات البرلمانية السابقة مكشوفة ومعلنه للجميع اعلانا رسمياً ، النائب مشعان الجبوري في كل مناسبة يصدح بملء فيه وبكل صوت تمتلكه حنجرته ويقول ( نحن سراق ومرتشون ) ، ولا محاسبة بعد ان اعطى سيد الادلة وهو الاعتراف ، فمن ذا الذي سيقوم بمحاسبته والجميع في مركب الفساد يجذف .
رئيس البرلمان الجديد يعلن عن فساداً كبيراً في رئاسة البرلمان السابق بمبالغ خيالية وكبيرة جداً ، فهل سيحاسبه محاسب ؟ كلا طبعاً هذا لن يكون .
اليوم أنا أسأل ؟ لم نصبر كل هذا الصبر على فسادهم ، وهم يقتلوننا في كل لحظة الف مرة ؟
هل عشعش الجبن في صدورنا واصبحنا نستلذ به وبفقرنا ؟ أم أن اليأس بلغ منتهاه فينا واسقط في ايدينا ؟
لايتوهم المتوهم أنني اتحدث عن فقر الغذاء فقط فهذا امر هين ، فقرنا الى التعليم فلقد اصبحت الامية مظهراً من مظاهر الشارع ، وفقرنا على المستوى الصحي اصبح هو الاخر يغرز انصاله بأجسادنا ، والكذب فقر والخداع فقر والتلون فقر وفقدان الامن والامان فقر ، فقرنا اصبحت الوانه اكثر من الوان قوس قزح ،
جرائم القتل سببها الفقر تلك الجرائم المروعة التي انتشرت مؤخراً بشكل كبير في اوساط المجتمع العراقي التي لم يسلم منها الاطفال في عمر الورود ، والقتلة تحت تأثير الادمان على المخدرات ، فكل بلد يعلن فقره الكامل حين يصبح الاتجار بالمخدارات مسموح به، وهذه علامة من علامات فقرنا الى الامن والامان .
هنيئاً لكم ساستنا على ما اوصلتمونا اليه ، سيذكركم التاريخ ويمجدكم على افعالكم بشعبكم .
هل ننتظر المنجي المخلص لينتشلنا من فقرنا ؟ أم علينا اعلان الحرب ضد الفقر ومسببيه ، وكيف ستكون حربنا ومع من والامر كما يقول المثل ( حاميها حراميها ) .
علينا اذن شد العزم والهمم لمحاربة هذه الآفة المهلكة للمجتمع بكل طاقاتنا وعلى الخيرين من ساستنا الانتباه كل الانتباه على مصائر الناس وكيف اصبحت ارواحنا رخيصة الثمن وتحت انياب الفقر ، عليهم محاسبة السراق محاسبة فعلية والكف عن التصريحات الاعلامية الجوفاء التي لا تشبع ولا تغني عن جوع .
وهؤلاء الذين احيلوا اليوم على التقاعد ممن ساهموا بشكل كبير في تدمير البلد ، واوصلوه الى هذا الفقر هل ستتركونهم بملياراتهم المسروقة وبرواتبهم التقاعدية الكبيرة ؟ ان مرر هذا المرسوم الجمهوري اليوم سيمرر غيره وغيره ، كان الاجدر احالتهم الى المحاكم .
ننتظر من حكومتنا القادمة تطبيقاً كاملاً لنهج علي عليه السلام في ادارة الحكم ، فلا منجي غير هذا المسير ، فلقد تعبت الاقلام من السرد بالنصائح والاشارة الى العلل ، والحناجر بحت من كثرة صراخنا ، انقذوا بلدكم بحكم يشبه حكم علي و وقتها سترون ان الفقر سيكون رجلاً قتلتموه .
https://telegram.me/buratha