دائما في الحرب العسكرية يعملون القادة على سرية الاوراق والخطط العسكرية وماهية اسلحتهم بينما في الحرب الفكرية يحرص القادة على كشف اوراقهم الفكرية والتعامل مع الاخرين مهما كانت اوراقهم .
والشيعة الامامية امتازت من دون سائر كل المذاهب والاديان انها تحرص على دعوة من يجهلنا او يعادينا على عكس الاطراف الاخرى التي تتحاشى لقاء علمائنا بل انهم ينتقون ممن تكون علميته ناقصة او ممن استبدل اخرته بدنياه فيدعونه لمناسباتهم والامثلة كثيرة ، والا انهم يعلمون اين هو الثقل الفكري للشيعة الامامية .
والشواهد كثيرة على اسلوب الشيعة في التعامل مع من يتهجم عليهم وليس من باب الحصر اذكر الكاتب احمد أمين المصري، ففي سنة (1349 هـ) بعد انتشار كتابه فجر وضحى الاسلام الذي اتهم الشيعة بالجهل بل عدهم فرقة يهودية ، زار النجف مدينة العلم وحظي بالتشرّف بأعتاب تلك المدينة مع الوفد المصري المؤلّف من زهاء ثلاثين بين مدرّس وتلميذ، ، في ليلة من ليالي رمضان شاركوا في محفل حاشد، ولما اطلع على حقيقة الامور فكان أقصى ما عنده من الاعتذار عدم الاطّلاع وقلّة المصادر.
وبعد مضي عشرين عاما، أو أكثر على مهاجمة احمد امين للشيعة أصيب بنظره، وعجز عن القراءة والكتابة، وفي أيامه الاخير - سنة ۱۹٥۲ - استعان بغيره، وأملى عليه كتابا أسماه " يوم الاسلام " اعترف فيه بما كان قد أنكره على الامامية، من ذلك: استنكاره مبدأ النص على خليفة الرسول، وزعمه بأنه بدعة استوردها الشيعة من الخارج، فاقر انها ليست بدعة ، فلو لا هذه الدعوة لبقي الحال من سيء الى اسوء
مهرجان تراتيل سجادية جسد هذه الحلبة الفكرية بدعوة شخصيات دينية او فكرية او سياسية من مختلف الطوائف والقوميات والاديان بغية الاطلاع على ثقافة اهل البيت عليهم السلام من خلال ثقافة الامام السجاد عليه السلام ولكنها بحقيقتها حرب فكرية باردة حتى يطلع من يجهل او للفكر السلبي عنا يحمل .
وعندما تعمل العتبة الحسينية المقدسة على اقامة هكذا مهرجانات من اجل التراث الشيعي فانه لا يعني شيعة العراق دون ايران او لبنان او اليمن او السعودية او البحرين او سوريا اوبقية اصقاع الارض ، بل للجميع ومن يسيء الى التشيع فانه يسيء للجميع ، وهنا تبدا الافكار والاساليب التي يتبعها اعلامنا من اجل الرد والتوضيح ولا احد له سلطة على الاخر في كيفية معالجة هكذا مواقف ، وهنالك وسائل تُتبع تاتي بنتائجها اجلا قد تكون بعد شهر وقد تكون بعد سنة .
ومن بين اهم ما تحقق من اهداف ان هنالك من تكونت عنده صورة مغايرة عن العراق بعد ما كانوا يتهمون شيعة العراق بانهم يتبعون ايران وها هم بداوا يعيدون حساباتهم ، وفي نفس الوقت لا يمكن لاي سبب كان او ظرف احتقان ان يكون حائلا او سببا لتفريق شيعة ال محمد على اختلاف قومياتهم ، وكذلك ان الذين وقفوا مع العراق في محنة داعش سيبقون محل اعتزاز وتقدير وخلود في قلوب العراقيين الشرفاء .
ودائما كل نجاح يتصدى له من لا يروق له النجاح وهكذا هو حال مهرجان تراتيل سجادية فبعد نجاحه بدورته الخامسة من حيث جمعه لشخصيات تعارفت فيما بينها على ارض الحسين عليه السلام فانها ستذكر هذا اللقاء وهذا المهرجان وهذه الارض الطاهرة التي كانت السبب في التعارف الفكري واللقاء العلمي
هذا الامام الثائر بسجداته وبخطاباته منحنا عدة دروس التي يجب ان نقتدي بها اليس هو من اوى مروان ابن الحكم وعياله مع عياله وحفظهم وصانهم ممن اراد النيل منهم ، وانتم تعلمون من هو مروان فهذا يكفينا بان نتعلم منه كيف نتعامل مع من يعادينا.
https://telegram.me/buratha