سجاد العسكري
بعد (15) عام من استحواذ حزب الدعوة على منصب رئاسة الوزراء حتى اصبحت طبيعة الرئاسات الثلاثة موزعة على ثلاث اطياف رئيسية هي :(رئيس جمهورية كردي , رئيس البرلمان عربي سني , رئيس وزراء عربي شيعي) وهو في الحقيقة تنطبق عليه قاعدة رب مشهور لا اصل له , وهي من السنن التي سنها السياسيين ذات ابعاد غير صحية كما يعبر عنها , ولم ترد في الدستور العراقي ؟! لكن الواقع هو الواقع الذي فرض نفسه على المشهد السياسي , لتتكرر في الحكومة الجديدة ؛ ولكن بخطوة مختلفة ومتقدمة اذا ما قورنت بما سبقها , فالانسجام مابين الرئاسات الثلاث بداء بمستويات عالية وخارج المألوف , النتيجة افرزت لنا رئيس وزراء مقبول من اغلب الاطراف , شخصية اقتصادية صاحب جولات وصولات , وتتمتع بالحنكة السياسية قادرة على مسك العصا من المنتصف ومتوازن غير عدواني ولا متردد خائف , وكذلك رسم مستقبل العراق للاربعة سنوات القادمة , وخصوصا مع رئيس جمهورية منسجم مع رئيس الوزراء ولديهم تصميم على العمل بشكل مختلف.
ولكن التحديات والمعوقات والتركة مثقلة بشتى المشاكل المعقدة والمتجذرة فيمن هو الخصم والحكم !! ومن اهم التحديات التي تواجه حكومة عبدالمهدي هي:
• ملف الفساد الاداري والمالي.
• ملف الخدمات المتردية .
• الملف الامني والمناطق التي طالما هددت امن العراق.
• ملف الحشد الشعبي وتقديم الحلول التي تناسب من تصدى لحفظ وحدة وامن العراق.
• متطلبات الاحزاب والاولويات وتقليل من المحسوبية والمنسوبية .
• الملف الكردي والتعاطي معهم وفق الدستور ام الاستحقاق الانتخابي.
• مشاكل الحزب الحاكم لمدة (15)عام ومدى تقبل الوضع الجديد.
• العلاقات مع دول الجوار اولا ثم العالم ثانيا.
اما خطوات رئيس الوزراءالتي تم اتخاذها هي:
الخطوة الاولى: هي اختيار الكابينة الوزارية عبر التقديم الالكتروني , وقد بين في وقت سابق سبب هذه الخطوة .
الخطوة الثانية: هي نقل مكتبه خارج المنطقة الخضراء ووالمطالبة بفتحها امام العراقيين .
الخطوة الثالثة :ان يكون لرئيس مجلس الوزراء مقرا له داخل مجلس النواب وذلك للتنسيق بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.
الخطوة الرابعة: تقديم كابينته الوزارية والتصويت على الوزراء ورفض اخرين فكانت خطوة لا تخلو من ذكاء وفطنة عالية, ليضع بعض المرشحين المفروضين عليه امام تصويت النواب ليعلنوا عدم قناعتهم بهم, ومن ثم البحث عن البديل , وعموما تم التصويت على (14) وزير من اصل (24) وزير.
الخطوة الخامسة : تحديد ثلاث فترات زمنية لتنفيذ البرنامج الحكومي بالتالي تقديم الوزير وفريقه خطة عمل تحدد بفترات وهي من الخطوات المهمة, والتي خلت او سوفت من قبل سابقاتها .
فلوا اجرينا تقيم لأهم الخطوات والتي لا تخلوا من ضغط البعض, فنسبة نجاحها تتراوح مابين(60-70% ) وهي نسبة جيدة ومتقدمة في ظل الظروف الاستثنائية ؛ ولكن هذه النسبة غير ثابتة , لأن مدار نجاح هذه الحكومة مناط بقدرتها على حل المشاكل العالقة , ومدى اهتمامها بتقديم الخدمات لكسب التأييد الشعبي لأن الناس ترغب في تحسين الواقع الخدمي السيء بغض النظر عن الوضع السياسي , اذن فالحكومة المقبلة يجب ان تكون حكومة خدمات و اعمار , واختيار الوزراء كان مزيج بين تكنوقراط وسياسيين , وهو مؤشر ايجابي لتشكيل حكومة وطنية تضم جميع المكونات لحفظ التوازن السياسي , ويجب ان يكون الدستور حاكم والبرنامج الشامل الحكومي ينفذ , مع تعهد جميع الاطراف في انجازه وفق فترات زمنية محدد مسبقا .
اما في المستقبل القادم بعد اكتمال التشكيلة الوزارية فمرهون بمدى انجاز الحكومة برنامجها وتطابقه مع الفترات الزمنية المحدد , وهذا العمل بحاجة الى سنتين لتقيمه بشكل صحيح مع بيان السلبيات والمعوقات ,فعلى طول اربعة سنوات ونسبة الانجاز في كل سنة بـ( 15%) قد تصل الى نسبةانجاز البرنامج الحكومي جيد بصورة عامة , مع فرض استقرار امني وسياسي نسبي , ووضع حلول للتحديات مناسبة للمصلحة العامة للافراد والوطن , وكذلك توزيع الاولويات بشكل متسلسل ومتوازي (امن + فساد +خدمات...هي سمة يجب على الحكومة القادمة ان تتميز بها في سبيل تقديم الافضل , واستثمار الانسجام مابين الرئاسات الثلاثة للخروج من عنق الزجاجة.
https://telegram.me/buratha