زيد الحسن
سألت شيخي الذي احترمه لكبر سنه ولوقاره وشيبته الانيقة ، ولجيوبه المليئة بالحلوى التي يوزعها علينا نحن الصبيان دون البنات ، وقت سؤالي كان قبل اربعون عاماً من اليوم ، يا جدو لم خلقنا الله ؟ تبسم وقال لي ؛ من اين اتيت بهذا السؤال ؟ اجبته ؛ وجدته في جريدة اشتريت قطع من الحلوى وكانت الجريدة تلفها .
ناهزت اليوم الخمسون عاماً والشيب اصبح لون شعري ولحيتي ، وما زلت اجهل لم خلقنا ، او بتعبير ادق لم اقتنع بحكايا الكتب ، فقناعتي تقول نحن حكاية الظلام لغرف اللهو الشرعية .
الكتب التي قرأتها عن سبب وجودنا ليست بالقليلة ومن مختلف الاعتقادات وتقريباً الرأي متطابق ، ويفضي الى نتيجة واحدة ، مشتتة ومبهمة بعض الشيء ، ولن اخبركم عنها بل سادع فضول قارئ حروفي يبحث عنها وربما سيجد ضالته ، في ركن قصي من كتاب اهمله .
الكتل الخرسانية الشاهقة التي ننظمها بحديد تسليح عالِ الصلابة خوفاً عليها من الانهيار ، الجسور الرصينة التي نصنع لها اعمدة هائلة الحجم لتحملها وتحمل سياراتنا الانيقة ، نعدها بدراسة وبتخطيط عالِ المستوى ، بيوتنا التي اصبحت اليوم من ثلاث طوابق وربما اكثر ومن الطابوق والاسمنت ، والزخارف والنقوش ، وبلاطها المرمري حتى ننال فيها الهدوء والسعادة ، ملابسنا التي ننتقيها بعناية ويجب ان تكون من ارقى المناشئ لنخرج بابهى حلة ، طعامنا الذي نتفنن في صنعه ونتذوق ما لذ وطاب منه .
مجمل ما اعنيه اننا في هذا القرن يهمنا القشر لا اللب ، نعم القشور هي ما نبحث عنها ونقدسها ، وأني لاخشى من ان اقول نحن نعبد المستحبات دون الواجبات ، خوفاً من شتيمة انالها من احمق .
امة العرب او الامة الاسلامية ماهي حضارتكم الفعلية منذ الف واربعمائة عام ؟
ماذا فعلنا لاسلامنا الذي قال عنه رسولنا الكريم سلام الله وصلاته عليه ( اليوم اكملت لكم دينكم ورضيت لكم الاسلام ديناً ) ؟ لاشيء فعلناه ولا حضارة لدينا ، وكل افعالنا دمار في دمار وكذب في كذب ، حقيقتنا اننا امة بائسة جل تفكيرها يقع تحت السرة وما بين الفخذين ، ادمغتنا متحجرة وعيوننا فاقدة للبصيرة ، نحن اشطر امة في اطلاق الشتائم والمنابزة وبنشر الفضائح ، نحن امة التخلي عن الفضائل والاكتفاء بما فعله جدي واجدادكم ، وياليتهم فعلوا شيء يستحق الذكر .
تفتك بنا الامراض المستعصية ونلوذ بامة الكفر للعلاج ، نشتهي قتل اخوتنا ونلوذ بامة الكفر نشتري منهم السلاح ، نطلب حماية امة الكفر من ابناء العمومة ، قوينا ارعن وضعيفنا مقتول، حكامنا من اراذل القوم ونحن لهم نمجد .
امتنا اليوم اصبحت فرقاً وكل فرقة تقول نحن الفرقة الناجية ، فمن هي الناجية بحق وكيف نجت وما هو ثمن نجاتها ، ان كانت تعرف نفسها فلتخبرنا ونحن لها مصدقون ، وان كانت ناجية لم لم تمنع الدماء التي تسيل صبح مساء باسم ( الله أكبر ) ،
الله أكبر ولا اله الا الله وحده لاشريك له
https://telegram.me/buratha