المقالات

محنة التعليم في العراق

1784 2018-11-04

حميد الموسوي التصنيف العالمي لمستوى التعليم في جميع الدول للعام 2015جعل العراق خارج هذا التصنيف حاله حال الصومال وارتيريا ولم يدرج حتى في ذيل القائمة .!. لقد تعرض نظام التعليم في العراق الى انتكاسة خطيرة منذ العام 1963 الى سقوط السلطة الصدامية شأنه شأن القطاعات الصحية والخدمية والسكن وغيرها نتيجة توجه السلطة السابقة الى عسكرة الشعب وتخصيص الموارد المالية للصناعات العسكرية ثم تبديدها في حروب عبثية اعادت العراق الى القرون الوسطى وجعلته متخلفا في جميع الحقول ومن بينها بل في مقدمتها حقل التعليم حيث تراجع مستواه الى ادنى المقاييس المعتمدة من قبل المنظمات العالمية المختصة في مجال التربية والتعليم . الكبار من جيلنا والذي قبله والذي بعده يعرفون مستوى الجامعات العراقية علميا وثقافيا , وكيف كانت الجامعات العالمية تفضل خريجي جامعاتنا سواء للتدريس فيها او قبولهم في الدراسات العليا , الماجستير , والدكتوراه , وكيف كانت الكليات العراقية مهوى الطلبة العرب والاجانب والذين شغلوا مراكز علمية وثقافية وقيادية في بلدانهم بعد عودتهم الى بلدانهم , ونقلوا التجربة العراقية الى جامعاتهم اسلوبا ومنهجا وادارة ,وفي مقدمة هذه الجامعات جامعة بغداد , والجامعة المستنصرية , وجامعة الكوفة . اما في علوم اللغة العربية والدين فكانت كلية الفقه في النجف الاشرف من اشهر الكليات العربية في هذا المجال على الاطلاق . لكن مايؤسف له ان هذا المد بدا بالتراجع منذ ثمانينات القرن الماضي شانه شان بقية الحقول العلمية والادبية والفنية بعد ما تحولت الدولة الى منظمة سرية سعت الى عسكرة الشعب وتشاغلت باشعال الحروب الوهمية وصرفت طاقة العراقيين وثروتهم على الصناعات العسكرية واهملت جميع الجوانب الاخرى . توجه للدراسة هذا العام اكثر من 9,164,364 بين تلميذ وطالب . يحتاج العراق حاليا الى 7000 مدرسة ابتدائية ومتوسطة وثانوية لفك اشتباك الدوام المزدوج والذي وصل في بعض المدارس الى دوام ثلاث وجبات متعاقبة!.ظاهرة تغيب المعلمين والمدرسين وتسيب التلاميذ مستمرة لهذه الاسباب ولغيرها. اكدت الاحصاءات الرسمية ان عدد الطلاب المتشردين بسبب التهجير الطائفي بلغ 32000 اثنين وثلاثين الف طالب وتلميذ . وبلغ عدد المعلمين والمدرسين المتشردين للسبب ذاته 20000 عشرين الف معلم ومدرس . ومع ان البنك الدولي والوكالات العالمية قد شاركت بتقديم مبلغ ثمانين مليون دولار (000000 0 8) لدعم التعليم . والصندوق الانمائي قدم مبلغ 40000000 اربعين مليون دولار لتوفير الكتب و60000000 مليون دولار لتأهيل المدارس . وفضلا عن حصة قطاع التربية والتعليم من الموازنة العامة التي تقدر باكثر من 800000000000 ثمانمائة مليار دينار . مع ذلك كله مازال واقع التعليم في العراق - وبكل مراحله - مترد ويتقدم بخطى سلحفات ومرد ذلك الى الفساد المالي والاداري الذي تفشى بشكل خطير وادى الى عرقلة بناء العراق الجديد وشل مفاصل القطاعات الحيوية من تنمية وسكن وخدمات وصحة وتعليم.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك