حميد الموسوي
نعم ؛ انه الشعب الايراني الحي الذي تشبع بروح وعنفوان الامام الخميني الذي تشربت عروقه وهج ثورة جده الحسين العظيم ، يقف شامخا بوجه طواغيت الشر الاميركان ومن يلوذ بحمايتهم ويمسح تراب احذيتهم من امراء وملوك السعودية والخليج ،يقف المارد الايراني جاعلا من ترامب المعتوه مسخرة يتذوق تداعيات غطرسته من فشل الى آخر ؛فبعد فشل الحزمة الاولى من العقوبات الجائرة التي فرضتها ادارة الرئيس الاميركي المعتوه ترامب على الجمهورية الاسلامية الايرانية وقبل بدء تطبيق الحزمة الثانية - وعلى عكس التهويل الأمريكي السابق بامكانية تركيع الشعب الايراني الحي – صدرت تصريحات استباقية لمستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون مفادها:-" إن واشنطن لا ترغب في الإضرار بالدول الصديقة والحليفة، وتدرك أن عددا من الدول القريبة جغرافيا من إيران لا يمكنها التوقف عن شراء النفط الإيراني" وهذا التصريح ينم عن فشل الولايات المتحدة في إقناع معظم الدول المستوردة للنفط الإيراني بالمشاركة في العقوبات، لكن ادارة ترامب تريد ان توهم العالم بأن الأمر بيدها وليس تمردا ورفضا لسياساتها، ولذا فهي تمنح الإذن لكل من الدول الحليفة بعدم الالتزام بالعقوبات و في الحظر النفطي، لكن العالم سمع ورأى السعي المحموم للادارة الاميركية في إقناع كل هذه الدول بالإشتراك في الحظر، وعيدا وتهديدا وترغيبا وترهيبا ففشلت فشلا ذريعا ، فدول الإتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية وباكستان والهند اصرت على استيراد النفط الإيراني، أما روسيا و الصين فتبنيتا تسويق نفط ايران للتغلب على العقوبات الجائرة، اذ أعلنت روسيا أنها ستطرح بيع النفط الإيراني في بورصتها، بينما اكدت الصين زيادة وارداتها من النفط الإيراني. العامل الثاني الذي سيفشل تنمر ادارة ترامب هو توتر العلاقات الاميركية السعودية بسبب أزمة مقتل جمال خاشوقجي، اذ كان ترامب يعتمد على السعودية في زيادة الإنتاج النفطي تعويضا للنقص الناجم عن إنخفاض الإنتاج الإيراني، ومنعا لحدوث ارتفاع محتمل في الأسعار. الامر الثالث أن دول الاتحاد الاوربي وروسيا والصين وكوريا ودول اميركا الجنوبية ومعظم دول العالم -عدا دول الخليج- تعمل على افشال سياسة العقويات الأمريكية على ايران حتى لا تصاب الادارة الاميركية بالغطرسة والغرور وتجعل من سلاح الحصار والعقوبات سلاحا يستخدم ضد اي دولة تختلف مع السياسة الاميركية . إيران صارت على يقين ان ادارة ترامب لا تحترم الا النظام القوي وان الخضوع لعجرفتها يجر الى مزيد من الخنوع والامتهان وفرض اعتى الشروط ولذا فان البرلمان الايراني والحكومة - مدعومين بموقف شعبي رافض للاملاءات الاميركية واعتمادا على المعطيات التي مر ذكرها - سوف لن يذعنوا للمطالب الأمريكية التعجيزية وخاصة برنامج تطوير الصواريخ البالستية ،فضلا عن ان ايران تعرضت وتتعرضت لعقوبات اميركية مشابهة منذ قيام الثورة التي اطاحت بشاه ايران عام 1979 . وبامكانها تحمل بعض العقوبات لسنوات أخرى، ناهيك عن أن ترامب يواجه معارضة كبيرة من الحزب الديمقراطي والرأي العام الاميركي ؛ و استطلاعات الرأي الاخيرة ترجح فوز الحزب الديمقراطي في انتخابات التجديد النصفي، علما ان الديمقراطيين يعارضون خروج الولايات المتحدة من الإتفاق النووي مع إيران؛ ولذا يمكن للديمقراطيين الإطاحة بترامب حال فوزهم .
https://telegram.me/buratha