أمل الياسري
يتداول الناس إسم الدجاج ولا أحد يذكر الديك، لأن الجميع يفكر بما يملأ بطنه، ولا يفكر بمَنْ يوقظه، يقول علي شريعتي :قلت لصديقي: لم لا يصيح ديككم؟ قال: إشتكى منه الجيران، لأنه يوقظهم من نومهم الثقيل فذبحناه، هنا فهمت أن كل مَنْ يوقظ الناس سيقطع رأسه، وهذا ما تفعله أمريكا الشيطان الاكبر، التي نصبت نفسها شرطية على العالم، لتحاول وأد كل شعب يقف بوجهها، ويحارب طغيانها، والجمهورية الإسلامية في إيران هي مَنْ تحاول إيقاظ الناس!
اليوم لائحة العقوبات الأمريكية، التي فرضتها على الجمهورية الإسلامية في إيران، تجاوزت الخطوط الحمراء، وإنتهكت القانون الدولي، خاصة وأنها تنصلت عن الإتفاق النووي المبرم بينهما، والأسباب كما تزعم هو دعم إيران لحزب الله في لبنان، ودعم الحوثيين في اليمن، والتدخل في الشأن العراقي، ومعارضة حكم ال خليفة لقمع الحركة البحرينية، التي يشكل الشيعة محورها، ومناهضة ال سعود الرافض لحكومة بشار الأسد، ودعم السعودية لقوات المعارضة السورية، حيث يشكل الإرهابيون محورها.
إخفاق السياسات السعودية لحل المشاكل العالقة، في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، والتي تعمل بشتى الطرق على تفقيس أزماتها وتصعيدها، إنما يقع ضمن تنفيذ أجندة (سعو صهيو أمريكي)، لحرف أنظار الشعوب العربية والإسلامية عن القضية الفلسطينية، كما أن قطع العلاقات الخليجية مع قطر وتقربها من إيران، ودعم السعودية لعدم المصادقة على الإتفاق النووي، هو إخفاق بائس آخر لها، لأننا ندرك جيداً أن أمريكا تتفرد بقراراتها دائماً وبدوافع سياسية، ولا تأبه لأية اضرار تصيب العباد والبلاد.
دعم الجمهورية الإسلامية في إيران للحشد المقدس في العراق، يثير خوف أمريكا وأذيالها، فهو تجربة رائدة على غرار تجربة قوات الباسيج الإيرانية، حيث أرعب قوى الإستكبار العالمي، وهو عامل آخر من مسلسل التآمر والتسلط لتعلن أمريكا حقدها الدفين، كما عملت واشنطن على وقف تمويل مصادر منظمة الاونروا لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين، وعادة أمريكا هي اللجوء الى الروايات المكررة الساذجة، والمضحكة لترويها لشعوب العالم، لإيهامهم بأنها شرطي العالم القادم بإسم الديمقراطية، وهذا يعني ضرب إيران سياسياً وإقتصادياً.
مؤامرة الناتو العربي الممولة سعوديا وإمارتياً مالياً، وبشرياً من قبل مصر والسودان والمغاربة هي الأخرى باتت فاشلة، لأنها حلقة هزيلة من مسلسل التآمر الوهابي على قضايانا المصيرية، ومحور المقاومة الإسلامية، ومع أن مملكة آل سعود تتلقى هزائم وخسائر متلاحقة، فإن أمريكا هي الأخرى هزمت في تحديها مع الجمهورية الاسلامية قبل ( 40 سنة)،عندما حاولت إشغال الجمهورية بحرب باطلة دامت ثمان سنوات مع العراق، شُنتْ عليهم مع وجود حصار عالمي عليها، لكنها خرجت منتصرة عسكرياً وإقتصادياً.
هناك هجمة سرشة تقودها قوى الإستكبار العالمي، المتمثلة بأمريكا وكيانها الصهيوني الغاصب، وأذياله من عرب الجنسية بغية الهيمنة، والتفرد بمقدرات الشعوب وإذلالها، لأن الغاية تكمن في إخضاع العرب للصهاينة، وهي صفقة القرن تعهدت أمريكا بتنفيذها، لإعلان إنتصار الحملة الصليبية على الأمة الاسلامية جمعاء، وتصفية القضية الفلسطينية، وكسر شوكة المقاومة الاسلامية، والعالم في ظل مخططات أمريكا الخبيثة تتقطع اشلاؤه، والحكومات تتفرج! ولا نهاية لحمام الدم العربي إلا بانتهاء بيت المال السعودي، التي يغدق من أموال النفط.
قيل أن كسينجر خاطب بيغن عندما تسلم منه رئاسة الحكومة:إنني اسلمك أمة نائمة، أمة تنام ولكن مشكلتها أنها لاتموت، إستثمر ما إستطعت في نومها، فإن إستقيظت أعادت بسنوات ما أُخِذ منها بقرون! والأمريكيون حريصون على إبقاء التناحر كخنجر مسموم مغروز في الجسد الإسلامي، ويتخذون من أذيالهم المتطرفة، ذريعة للتواجد بقلب المنطقة، لكن أمثال المجاهدين من ديكة إيران والعراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن لن يترددوا في المواجهة، مع الدجاج الفاسد في المشروع الأمريكي والكيان الصهيوني اللقيط.
https://telegram.me/buratha