أمل الياسري
ذات مرة قال بولتون: (لا وجود لشيء إسمه الامم المتحدة، بل هناك مجتمع دولي تقوده القوة الحقيقية المتبقية في العالم، وهي الولايات المتحدة عندما يتوافق ذلك مع مصالحها) إذن هي أمريكا صانعة الحروب، وصاحبة الوقود الجزل في إثارة الصراعات، وفرض الأحكام التعسفية، والعقوبات ضد دول المنطقة، والتي لا تتماشى مع رؤيتها القمعية للسيطرة على العالم.
المؤرخ محمد حسنين هيكل قال بحق الامام الخميني الراحل: (الخميني رصاصة انطلقت من قلب القرن السابع الميلادي، وإستقرت في قلب القرن العشرين، إنه شخص قيادي يقود ويوجه أمة، وعليه باتت أمة صانعة للسلام والأمن في المنطقة)، وهذا ما تتقاتل أمريكا لأجل إفشاله، لأنها تعتبر نفسه مسؤولة عن العالم، والحقيقة إنها تريد إستنزاف ثروات العالم، ومتى ما إحست أن ثروة بلد ما ستنضب، فإنها تتركه في فوضى وخراب، فالمهم الحفاظ على أمن ومصالح كيانها الغاصب (إسرائيل).
إستخدام القوة خارج إطار الشرعية الدولية، تهديد للسلم العالمي، وعليه فتفرد أمريكا في عقوياتها على الشعب الإيراني الصديق، هو إنتهاك صارخ للأعراف الدولية، وحماقتها هذه ليست بجديدة، فدائما ما كانت الإدارة الأمريكية حمقاء في دروس المواجهة، وعليها اليوم أن تتحمل العواقب، وقد باتت مخططاتهم ورقة محروقة، ولعبة مكشوفة، فالعالم مليء بالسلام ليواجه عنف أمريكا وأذيالها.
عندما يشترك(20) خبيراً جغرافياً من أمريكا وفرنسا،و(25) خبيراً فنياً من أمريكا، و(40 )مهندساً خبيراً من بريطانيا وفرنسا وأمريكا،و(60)خبير متفجرات من أمريكا وألمانيا، فالعامل المشترك بينها هي أمريكا، مع وجود هوس سعودي، ورغبة أمريكية عارمة بالقضاء على الحكم الإسلامي في إيران، وهذا يعني أن في الأروقة السرية غرف مظلمة، ودهاليز أكثر ظلمة، تعمل على إثارة فوضى بين دول المنطقة المحيطة بالخليج العربي، لأنه قلب العالم اقتصادياً وأمنياً، تتقاطع فيما بينها مع وجود ورم خبيث تدعى إسرائيل.
هناك صفقات عالمية مشبوهة، تجري من وراء إحداث فوضى في المنطقة العربية، ومثالها أن مافيات تهريب النفط تقوم منذ (2014) بتهريب (300) شاحنة حوضية يومياً، بين الحدود العراقية السورية حتى الحدود الليبية، وصفقات غسيل الأموال، عن طريق صفقات التسليح وتهريب الآثار، ودعم الجماعات المتطرفة لتكون لديها أذرعاً، لإثارة الصراعات الطائفية والقومية متى ما شاءت أمريكا.
الأمير عبد المحسن من العائلة المالكة لآل سعود، يحط في مطار بيروت وبحوزته (2طن) من المخدرات، على متن طائرته الخاصة متوجها الى السعودية، ولا أحد يدين أو يحاسب، ويقتل أسد الشيعة في الحجاز الشيخ قاسم النمر، ويقمع أهل القطيف والأحساء مع أن مناطقهم، هي التي تتواجد فيها منابع النفط السعودي، وباتت العائلة السعودية بلا عقل أو دين كما كانت تدعي، ولذا سيدق المسمار الاخير في نعشهم البائس عاجلاً أم آجلاً، فهل حاسبتهم أمريكا ليوم واحد؟!
أمريكا هي الدولة الوحيدة في العالم، المستفيدة من حالة التشظي والإنقسام في المشهد العربي، بوجود عملاءها للحفاظ على مددلتها إسرائيل ومحاولة أمريكا إظهار السعودية كمنافس اقليمي، مقابل الجمهورية الإسلامية في إيران، ومساعيها لجذب الشركاء لتقاتل بالنيابة عنها، في حال تعرض مصالحها لأي خطر، ولذلك فأمة محمد مطالبة اليوم، أكثر من أي وقت مضى بالنهوض من كبوتها، وأن تزيح ركام التخلف والتشتت الذي أصابها، كي تقدم للعالم نموذجاً مشرفاً، وإلا ستفعل أمريكا أكثر مما تفعله اليوم.
https://telegram.me/buratha