المقالات

الحكيم والشقاوة


 

هنالك بعض القصص او الافلام السينمائية تكتب تنويه في بدايتها.... قد تتشابه احداث القصة او الفلم مع قصة احداثها واقعية فهذا من قبيل الصدفة ولا علم لنا بهم لذا اقتضى التنويه 

كان يا ماكان كان هنالك حكيما في المدينة التي تسلط عليها والي ظالم وكان رجال المدينة يتذمرون في العلن ويتملقون في السر ، وكانوا يلجاون كثيرا الى الحكيم لكي يحل لهم مشاكلهم وكيفية خروجهم من ازماتهم فكان تارة ينصحهم وتارة يحذرهم من حدث سيحدث لو بقوا على تصرفاتهم هذه . 

رجال البلد هم التاجر والصانع والضابط والاستاذ والشيخ والفيلسوف والمثقف والشقاوة وهؤلاء كان الشعب يعول عليهم كثيرا ولكنهم كانوا يخضعون الى ارادة الوالي اكثر من الحكيم الا الشقاوة فانه يرتكب من الحماقات ولا يعلم عقباه قد تكون سلبية وقد تكون ايجابية ويتصرف لمن يدفع اكثر والبعض يدفع ليتجنب شر افعاله وان كان يتظاهر هذا الشقاوة بحب الناس ومساعدة الضعيف الا ان واقعا هو لص كما هم لصوص ولكنه لا يتملق للوالي لانه شقاوة ولا يهتم مهما حصل له ، هذه التصرفات جعلت له جماعة على شاكلته لا تخضع للوالي ولا تحترم رجال المدينة لان رجال المدينة تراهم يعبثون بامور البلد من حيث التخلف والسرقة والفساد وانعدام الخدمات وكثرة البطالة . 

وبين فترة واخرى يحذرهم الحكيم وينصحهم ويذكرهم بما يرضي الله عز وجل الا انهم كانوا يتظاهرون بانهم يسمعون وحقيقة انهم يتجاهلون ، وشاءت الصدفة ان تعرض البعض منهم لعصابات مستهترة صادرت بعض املاكهم فلم يؤازرهم احد ولان الحكيم لا يريد ان تتسلط هذه العصابات على مفاصل البلد فانه حث المواطنين على دفع هذا الشر عن مدينتهم بغض النظر عن هؤلاء الرجال الفاسدين ، وبالفعل تم طرد هذه الحثالة وفي نفس الوقت هلك الوالي فاجتمعوا ومعهم الشقاوة لانتخاب والي ومجلس للشورى ، فتظاهر رجالات المدينة بالاصلاح والوعد بالصلاح ولكن الشقاوة ورجاله كان لهم حضور في مجلسهم ، وقرروا ـ اي رجالات المدينة ـ ان يقودوا المدينة لحين تنصيب والي من بينهم وعاهدوا الحكيم على ان يديروا البلد باحسن حال، ولكنهم عادوا لمفاسدهم ، فتجمع المواطنون امام اماكن عملهم ينددون بتصرفاتهم ويطالبونهم بالايفاء بوعودهم ، ولكن لا احد ينفذ . 

وعندما سأم الحكيم من نصح هؤلاء ولانه لا يملك قوة تنفيذية قرر ان يستخدم الشقاوة ورجاله فارسل وسيط فيما بينهما ، ولان الحكيم مكانته محترمة في المدينة فان الشقاوة وافق على الفور ان ينفذ ما يطلبه منه الحكيم نكاية بهؤلاء الفاسدين ، وهنا اصبح الشقاوة اليد المنفذة للحكيم وبدات اوامر الشقاوة هي التي تسمع وتنفذ ، 

والغاية من القصة ..... في كثير من الحالات لايستوعب الناس حكمة الحكيم الا بالشقاوة وعلى الحكيم ان يستخدم الشقاوة مع حكمته فهنالك عقول لا تقتنع بالحكمة لوحدها من غير سوط . 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك