المقالات

زمن ما بعد الأنتخابات الرديء..!

2458 2018-11-21

 قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

أزمنةالأستحقاقات السياسية، أزمنة مضغوطة، خصوصا تلك التي تلي الأنتخابات، إذا تتحول فيها الشهور الى أسابيع، والأسابيع الى أيام، والأيام الى ساعات، أما الدقائق والثواني فتتبخر ولا بقاء لها.

الزمن المضغوط زمن فوضوي وعبثي، فضلا عن كونه زمن مشبع بالمؤامرات، لذلك فهو لا يمهلنا فرصة للمعالجة الحقيقيّة لمشكلاتنا، أو مقاربة ما يكتنفنا من آلام، يوماً واحدا فقط هو يوم التصويت، وفي هذا اليوم ذهب معظمنا، لإنتخاب من كنا ننتقدهم ونصفهم؛ بأنهم لصوص فاسدين مزورين، وكان أي منا يتكلم عنهم بسوء، قبل خروجه من بيته الى مركز الإنتخاب، لكنه دخل المركز الأنتخابي لينتخب أحدهم، وربما كان الـ(أحدهم) م أكثرهم فسادا..!

في أزمنة الإستحقاقات السياسية، خصوصا تلك التي تلي الأنتخابات، تنحسر الأخلاق، إذ أعادنا ساستنا فيها قسرا، الى باحات البذاءة، بذاءة تشبه تلك التي نسمعها من أبناء الشوارع، كلام بغيض لا يردده إلا الرداحين، على النفس وعلى الآخرين!..

في زمن ما بعد الأنتخابات النيابية الأخيرة، لم يتغير الموقف كثيرا، لكن الساسة أستطاعوا بخفة الحاوي إلاهائنا عن مشكلاتنا، بل وأنسونا أياها، وبقيت أوجاعنا هي ذاتها، الغريب في أمر أوجاعنا، أن كل موضع من مواضع جسمنا الوطني يئن بالألم..

من بين الغلال العرضية؛ اننا حصدنا في زمن ما بعد الأنتخابات، ما قد تأيدت صحته لنا، بعد أن كان تفكيرا وشكوكا تساور معظمنا، من أن السياسة والمشتغلين بها؛ ليسوا في وارد بناء وطن قابل للحياة، يحمل مواصفات الأوطان القابلة للحياة، وبذل الجهد من أجل الحفاظ عليه، بل أنهم في وارد الوصول الى الذهب الذي بنيت به أساساته، لغرض تحويله الى حلي لخليلاتهم ومحضياتهم وبغاياهم!

في أزمنة الأنتخابات؛ سواء الزمن الذي  قبلها، أو ما جرى ويجري بعدها، لا يتبارى فرسان، ولا نبل في الصراع والوقائع والأقوال؛ ولا يبدو الأمر عسيرا، لإكتشاف أن لعبة الإختلاف عندنا، هي الخلاف من أجل الخلاف!..

الطرف الفلاني؛ ينتظر موقف الطرف العلاني من قضية ما، فيأتي بموقف مغاير ومناقض، لا لمصلحة أو مسوغ معقول، ولكن من أجل الخلاف فقط، بغضّ النظر عن طبيعته ومضمونه، وكلما تغير موقف، عادت اللغة العدائية تسيطر على الموقف من جديد.

ليس هناك عواطف أو قيم في السياسة، لأنها عملية تجارية بحتة!..

كلام قبل السلام: الخلاف عندنا ليس على المباديء، ولا من أجل مصلحة المواطن، بل حتى ليس حفاظا على مصلحة الحزب أو المكون أو الطائفة، كما أنه ليس من أجلنا، بل هو خلاف علينا، وبوصف أدق، أنه خلاف على من سيعتلي ظهرنا أولا وأبدأ!

سلام...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك