المقالات

هل تختنق حكومة عبد المهدي أم تحترق؟!

1788 2018-11-23

أمل الياسري


لم يجد الشعب العراقي كلمة مناسبة، لشرح ما يشعر به أزاء تشكيل الحكومة، حيث لم تكتمل الى اليوم كابينتها الوزارية، وأعتقد أن أوراق الخيبة تمزقهم، مع ما عانوه وعاشوه من سوء وتردٍ للأمن والخدمات، طيلة الـ (15) سنة من عمر التجربة الديمقراطية الفتية كما يقولون، والأسباب هو عدم الإتفاق على مرشحي الوزارات الثمان المتبقية، والجلسات تعقد فقط لإقرار مزيد من الإمتيازات للبرلمانيين، بغض النظر عن كونها معقولة أو غير معقولة، فهل ستتكمل الحكومة وتكون مقبولة؟
كان المفترض أن الحكومة القادمة، عند تشكيلها سيكون الوضع فيها وردياً ومثالياً، لأننا كنا نتوقع حكومة لدولة واحدة، لكن القوى السياسية عادة لما كانت عليه، وما زالت تنتهج طريقتها المحاصصاتية، في نواياها لتشكيل الحكومة، لتتكون دويلات متداخلة، وكأنهم يفكرون بأن الحكومة ومناصبها السيادية، ما هي إلا شكل من أشكال الجنة، وفي طريق عادل عبد المهدي هناك مصالح، تشق طريقها بين الواقع والمستحيل، فهلا تمعن الرئيس عبد المهدي من هذه المصالح، وأين سيصب واردها ويذهب صادرها؟!
أسئلة تطرح على مكتب السيد عبد المهدي، وهو يخوض غمار تشكيل حكومته، والتي من المفترض إكتمالها في الأيام القلائل القادمة منها: هل يستطيع منع التدخلات الحزبية، للقوى السياسية الفاعلة في المشهد السياسي، عبر إقرار قانون الأحزاب العراقية؟ وهل سيكون الكلام طويلاً، ومترهلاً حول الهيئات المستقلة، والمناصب والحلقات الزائدة في تنظيمات الحكومة؟ هل سيتم فعلاً الفصل بين السلطات الثلاث: (التشريعية، والتنفيذية، والقضائية)؟ وهل سيبقى الحراك السياسي بحالة إختناق، أم يتحول لإختراق، نتيجة التدافع في الصراعات الداخلية؟ 
هناك مواضع لابد من الإشارة اليها، في خضم أسئلة الشعب أبرزها: هل سيتم منع إستغلال التلاعب بإيرادات المنافذ الحدودية، ووضعها تحت تصرف الدولة المركزية؟ وهل سيطبق قانون المحافظات ومناقشة الصلاحيات بين الإقليم والمركز، وقضايا الكرد العالقة؟ هل سيحاسب الفاسدون، والملطخون بدماء الأبرياء، ويقول القضاء كلمته الفصل بحقهم؟ هل سيتمكن عبد المهدي من تسوية الملفات العالقة، مع دول الجوار الإقليمي والعربي؟ هل سيتم التعاطي بشفافية مع معطيات وتراكمات الحكومات المتعاقبة الفاشلة، حتى أوصلت البلد لحافة الإنهيار؟
كيف سيتم التعاطي مع قضايا الشعوب الإيرانية، والفلسطينية، والسورية، واليمنية، والبحرينية، والسعودية، واللبنانية، أم أن المواقف سيتم تسويفها وفقاً لمبدأ: (الصلاة مع علي أتم، واللقمة مع معاوية أدسم)، أم أن التجاذبات الداخلية والتداعيات الإقليمية، ستكون هي الحاضرة لتوضيح المواقف، أم أن الحبل سيترك على الغارب؟ هل ستتعامل حكومة عبد المهدي مع قضايا الحشد المقدس، وملف المياه، وسلمية التظاهرات، وحقوق الإنسان، والخدمات، والعشائر، بالطريقة التي يتمناها كل عراقي غيور؟ أسئلة ربما تختنق أو أنها قد تحترق!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك