كاظم الخطيب
الإصلاح السياسي في العراق، يعد من الحاجات الملحة، والضرورات القصوى، نتيجة لما يلقيه من الظلال، والإنعكاسات، والأثار،على جميع البناءات، الداخلية منها، والخارجية.
الإصلاح: مفردة تعبرعن عملية تناول الشيء بعناية ومعالجته مما طرأ عليه من الفساد بدقة.. وإصلاح الشيء الفاسد، إنما هو برفع الفساد عنه.
يعتبر الإصلاح من الخطوات الأولى في عملية البناء، التي تستند إلى إعتماد كل ما هو جيد، وحسن، عند إنتخابها للمواد اللازمة للبناء.
إن عملية بناء بلد مثل العراق، في ظرفه الراهن، عملية شاقة ومعقدة، لما لحق به من إبتلاءات، وويلات؛ نتيجة للممارسات الفردية المتهورة.
ممارسات حكومية غير مسؤولة، ووزارات مترهلة غير فاعلة، وقيادات عسكرية متخاذلة، وإستنزاف للموارد المالية، بأعداد مهولة ومخيفة- حد الهلع- لوظاثف ومشاريع وهمية.
هرم من الفساد، شيدته أياد ضالة، ونفوس مريضة، وذمم رخيصة، كان همها الوحيد، هواللإستحواذ على السلطة، والحصول على المكاسب السياسية، والمنافع الفردية. بدأ هرم الفساد بالتوسع من القمة نزولاً، ثم إستطال وتشعب، وأصبح جاثماً على صدور الكادحين، وإنزوى بعيداً عن الإتجاهات السليمة، والمبادىء السامية.
إرادة وطنية صادقة ، وعناية مرجعية مسؤولة، وقلوب حرى، ومهج يعتصرها الألم.. سمحت عناية الباري(جل وعلا) لجهود الراغبين، وأماني الطالبين، بنجاح ثورة الرفض، وبلوغ المقصد، وإصابة المرمى، بتغيير رأس هرم الفساد وقمته، وكسر ذات شوكته.
لاحت تباشيرالإنتصارات، في عموم الخنادق والجبهات، وأصبح الظفر قاب قوسين أو أدنى، ماخلا جبهة واحدة، فلم يتم فيها إحراز أي نصر يذكر.
تلك هي جبهة الدواعش الفاسدين، وقاعدة هرم المفسدين، والعملاء من أذناب دول الجوار، ورموز حكومة محافظاتنا الشمالية غير الشرعيين، أولئك الذين أنقلبوا على الدستور، وعلى ممثليهم، ينشدون القوة والمنعة، من الأتراك واليهود، التي باتت في منأى عن التغيير، وعن المحاسبة على أقل تقدير، إنما وليناك ما ولينا، لا حباً بك، وحملناك ما حملنا، لا إرضاءً لك، وإنما هي إمانة إرتضيت حملها، فهلا كنت أهلاً لها.
كما لا يليق بداعية للإصلاح، أن يكون قمة لهرم من فساد، قد أسس على جرف هار، فإنهار بمؤسسيه، تلاحقهم لعنات الثكالى، والأرمل والأيتام، وخصوصاً ساحرهم الكبير، الذي علمهم السحر، فإتخذوه عجلاً..
فأسمع غير مأمور، أن لك في الحق يداً طولى، فإنما نحن بأثرك، نشد من عزمك، ونشحذ همتك، فلا تبخل على نفسك بالمجد،.
"إذا فسدت العيون فسدت السواقي"، فيا من تربع قمة الهرم حديثاً، وسعى إلى الإصلاح حثيثاً، كن أنت عين جارية، وأصلح فساد الساقية، ولا تك لسلفك رديفاً، فإن الرد سوف يكون عنيفاً.
https://telegram.me/buratha