الحكمة ضالة المؤمن، والإيمان درجات وشعب، ومن شعب الإيمان؛ حب الوطن، وإن من شأن كل وطني غيور، يؤمن بسيادة وطنه، وإستقلاليته؛ أن ينشد الحكمة في التخطيط والبناء والعمل، أياً كان مصدرها، فكيف بها إن كانت صادرة عن حكيم عصره وزمانه؟ ذاك الذي خبرته المواقف، حكيماُ، حامياً، هادياً.
لم يفوت هذا الحكيم فرصة سانحة، لتقديم النصح والإرشاد والتوجيه، للحكومة والسياسيين تارةً، وللشعب تارةً أخرى, وقد كان له دوراً بارزاً في حفظ سيادة وسلامة وأمن ووحدة بلده العراق.
عند لقاء سماحته بالسيد يان كوبيتش ممثل الامين العام للأمم المتحدة في العراق، أثناء زيارة الأخير له، وجه السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله)، رسالة مهمة جداً، للحكومة، وللكتل السياسية، وللشعب العراقي، ولدول العالم كافة.
تضمنت تلك الرسالة؛ خارطة طريق للحكومة، من شأنها تقويم الأداء الحكومي، في ما يتعلق بالشأن الخدمي والسياسي- الداخلي والخارجي- وتدعيم الجبهة الداخلية.
أكد سماحته على إن الحكومة الجديدة أمامها مهام كبيرة، وأنه ينتظر ليرى ملامح النجاح في عملها، من خلال توفير فرص العمل للعاطلين، واعمار المناطق المتضررة بالعمليات الحربية، والإسراع في إعادة النازحين الى مناطق سكناهم بصورة لائقة، بحيث تضمن سلامتهم، وكرامة أَسرهم.
كما أكد سماحته على أهمية توفير الخدمات الضرورية.. للمواطنين بالشكل المناسب، مع التأكيد على ضرورة الشروع في مكافحة الفساد، من خلال تضييق الخناق على كل نشاط سياسي أو سلوك إداري، أو تصرف حكومي؛ يتخذ من الفساد منهجاً، ومن الإبتزاز مورداً.
فيما يتعلق بالشأن السياسي فقد وجه سماحته( دام ظله)، بضرورة أن تتعاون الكتل السياسية في مجلس النواب مع الحكومة؛ كي يتسنى لها أن تتقدم بخطوات حقيقية في مجال تحسين الأوضاع، السياسية والإقتصادية والخدمية.
شدّد السيد علي السيستاني( دام ظله) في حديثه مع السيد يان كوبيتش على أهمية إحترام سيادة العراق، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية من قبل جميع الدول دون إستثناء، مما يؤكد حرص سماحته على بناء عراق جديد؛ يتمتع بالحرية والسيادة والإستقلال.
من نافلة القول؛ إنه حري بالحكومة العراقية، وبجميع الكتل والأحزاب السياسية، أن تأخذ بتوصيات وبنود هذه الرسالة المهمة؛ كونها قد بينت لدول العالم أجمع، من خلال الأمانة العامة للأمم المتحدة بمبعوثها السيد يان كوبيتش؛ ما يمكن أن يذهب إليه العراقيون، من أجل النهوض بواقع بلدهم، وتحقيق نصر سياسي ناجز، وتطور إقتصادي بارز.
لابد للعراق من أن يأخذ دوره الريادي، وأن يستعيد مكانته المتميزة بين الدول، ولابد من أن يلتفت أبناء العراق إلى شرفية بلادهم، ولابد للعراق ولأبناء العراق؛ أن يفخروا بوجود ظل وارف، ومجتهد عارف، وصمام أمان، وعنوان وحدة، وينبوع حكمة، ونعمة إلهية، أسمها السيد علي الحسيني السيستاني( دام ظله الشريف).
https://telegram.me/buratha