المقالات

    سياسة بلا مبادئ!

2398 2018-12-03

ضياء رحيم محسن

 

يعد علم السياسة حقل من حقول المعرفة، وهو علم إنساني تنصب إهتماماته على دراسة النشاطات السياسية للإنسان من قبيل الحكم والتصويت والضغط السياسي وتكوين التنظيمات السياسية " أحزاب وجماعات ضغط ومصالح".

يمثل الإنسان مركز السلطة، وعليه لا يمكن فهم الإنسان إلا عبر معرفة علم السياسة، وكيفية تشكل السلطة وتطورها وأدواتها، كما أنه يقودنا الى معرفة كيف يتم بناء المجتمع وطبيعة الحراكات السياسية والإجتماعية والإقتصادية داخله، بالإضافة الى أن هذا العلم يقودنا الى مناقشة كيف تطور الفكر تجاه الفرد والمجتمع والدولة، والعلاقات الضابطة بينهم، وأخيرا فهو يخبرنا عن علاقة التأثير والتأثر لكل من الدولة والحكومة في كل منهما.

يقول غاندي " سبعة اشياء تدمر الإنــسان: سياسة بلا مبادئ، متعة بلا ضمير، ثروة بلا عمل، معرفة بلا قيم، تجارة بلا أخلاق، عِلم بلا إنسانية، العبادة بلا تضحية".

في عالم السياسة، ليس من المفترض أن تكون الحسابات مجرد أرقام، مع تداخل المصالح وإجادة المعارضين لسياسات الحكومة، بدون أن ينظروا الى أن النتيجة ستكون جماعية، ذلك لأنه كما أن المعارضة تسأل الحكومة عن كل ما تقوم به، فعلى النواب أن لا ينسوا نصيبهم من تمكين الحكومة بالعمل بدون ضابط أو رقيب أو تقويم لعملها؛ إلا إذا إستثنينا ظهورهم على القنوات الفضائية والتشهير بالحكومة من باب لي الذراع ومحاولة إقتناص ما لم يتمنكوا من إقتناصه وراء الأبواب المغلقة، وهم بهذا يحاولون إحراج الحكومة ليس إلا..

في عالم السياسة، ليس دائما النتائج تكون متطابقة " فحساب الحقل يختلف عن حساب البيدر" لأنه ليس عملية جمع رقمين مع بعضهما، بل هو عملية متداخلة، فكما أن الحكومة تخطئ كذلك فإن لمجلس النواب نصيب من تلك الأخطاء التي ترتكبها الحكومة، كونه لم يستعمل الحق الذي لديه وهو مراقبة عمل الحكومة وتصويبه عند الضرورة، وهو ما لم نره طيلة عمر مجلس النواب في دورتين تشريعيتين.

هناك آثار عملية ليساسة بدون مبادئ أو أخلاق، وفي هذا يقول عالم الإجتماع الفرنسي ( غوستاف لوبون ) : إن أسباب سقوط جميع الأمم الذي يذكرها التاريخ بلا إستثناء هو تغير طرأ على مزاجها العقلي ترجع علته إلى إنحطاط الأخلاق ويقول ( روجيه غارودي ) عن الميكافيلية التي تعتقد أن الغاية تبرر الواسطة: "هي الحيوانية السياسية التي تحددها تقنيات الوصول إلى السلطة، وليس التفكير في الغايات الإنسانية للمجتمع" في الوقت الذي نعى القرآن الكريم الذين يلبسون الحق بالباطل، ((وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ))البقرة42 أي يلجأون إلى الخداع اللفظي والفكري ، وخلط الأوراق، إنها صورة السياسي الذي يموه الجماهير كي تسير وراءه، بينما نجد أن المبادئ الثابتة والجوهر الثابت تعطي المجتمع نوعا من الأمن واليقين.

تعد السياسة أُم الممكنات، بل هي الممكن ذاته، فهناك متغيرات دائمة في المواقف وهناك ليونة لابد منها في مواطن كثيرة تفرض نفسها على السياسي، لكن الصحيح أيضا، وجود ثوابت ومبادئ لا تتغير ولا تتبدل مع الزمن والشخوص، ولابد من الإصرار عليها، فالوصول الى السلطة والكرسي ليس هو الغاية؛ إنما هو وسيلة لتحقيق برنامج إنتخابي تعد فيه جمهورك الذي يقف خلفك.

إنطلقت بعض الأصوات مؤخرا لإصدر عفو بحجة إحتواء هؤلاء المجرمين. ونحن نقول إن هذا ليس من السياسة بشيء، لأن المجرم لن يزداد إلا إجراما وأذى لشعبه وجيرانه، إنها دعوة لمساعدة المعتدي ليتجرأ أكثر على الضعيف، فهل من المعقول أن يتوسط شخص بين الذئب والحمل!!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك