المقالات

لم تتركوا لنا خيارا آخرا..!

1688 2018-12-05

حميد الموسوي

 

المشهد الذي عايشناه- وسئمنا تجاذباته - مع كل دورة انتخابية وتشكيل برلمان و حكومة جديدين وللمرة الرابعة على التوالي تكرر وبنفس الوتيرة المضجرة والطروحات البائسة والنتائج الفاشلة المحبطة :-

1- محاصصة وتكالب للاستحواذعلى اكبر عدد من الوزارات والهيئات والمناصب الثانوية .

2-مجلس نواب منشغل بمستحقات نوابه وامتيازاتهم ومتابعة مناكفات الكتل بشأن استحقاقاتها الانتخابية مع غياب يصل النصف لمعظم اعضائه منذ الايام الاولى لتشكيله وحتى في جلسات التصويت على اختيار الوزراء .

3-تأخر تشكيل الحكومة والنزاع على المراكز الاخطر ( وزارات الدفاع والداخلية والامن الوطني ) واستمرارعمل اكثر الهيئات والمؤسسات بالوكالة .

4-استمرار الشد والجذب في اقرار مواد ومفردات الميزانية العمومية .

5-رئيس وزراء مكبل بقيود الكتل السياسية واستحقاقاتها الانتخابية التي تحول دون تنفيذه لأبسط مفردة من برنامجه الحكومي .

6- تأجيل انتخابات مجالس المحافظات الى اجل غير مسمى بسبب عدم اقرار تعديل قانون انتخابات مجالس المحافظات وتقليص عدد اعضائه من قبل مجلس النواب المنشغل بامور ثانوية فضلا عن الاستعدادات اللوجستية المتعلقة بعمل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات .

7-مناكفات الاحزاب والكتل وتربصها ببعضها وانعدام الثقة واساليب التآمر والتشويش واشاعة الفوضى داخل البرلمان لعرقلة تشكيل الحكومة هي هي .

هذه ابرز ملامح المشهد السياسي العراقي الحالي والذي يمثل نسخة طبق الاصل للحالة الرسمية للدولة العراقية منذ 2005والى يوم الناس هذا .واذا استمرت الاوضاع المرتبكة هذه على وتيرتها فنحن مقبلون على مرحلة اسوئ من سابقاتها وبتداعيات اخطر وامر؛ ضحيتها الجماهير المرهوقة ومستقبل اجيالها القادمة ؛ بمعنى :

أ-استمرار الهدر بالمال العام كرواتب خرافية وامتيازات للمسؤولين في الرئاسات الثلاث وحماياتهم ومستشاريهم.وتخصيصات لهيئات ومؤسسات شكلية (بطالة مقنعة )

ب- تعطيل تام للمشاريع الخدمية والاستثمارية .

ج- العجزعن معالجة مشاكل السكن والصحة والتعليم .

د- عدم قيام اي نهضة صناعية اوزراعية او سياحية .

ه- تفشي البطالة وازدياد اعداد العاطلين عن العمل وما ينجم عن هذه الظاهرة من انجرار الشباب الى تعاطي المخدرات وارتكاب الجرائم والانخراط في صفوف منظمات الجريمة من الدواعش ومشتقاتهم .

و- الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل القومي واغراق البلاد في بحر من الديون .

وغير ما اوردناه من تداعيات سببتها وافرزتها سلوكيات شركاء العملية السياسية الكثير الكثير ؛ولاشك ان المسؤولين جميعا – برلمانيين وحكومة- يعون ويفقهون ما يجري اكثر مما نعرفه ونفقهه ؛ويدركون ان العراق مازال يمر بمرحلة الخطر والاستهداف من جهات دولية واقليمية تسعى لتخريبه وتقسيمه ؛وابسط دليل وشاهد عودة عصابات داعش وبشكل لافت في محافظات الموصل وكركوك وديالى وصلاح الدين ،ولذا فهم يضعون انفسهم موضع التهمة ان لم يغيروا سلوكهم في ادارة البلاد؛ ويتخلوا عن الانانية والمنافع الفئوية والشخصية والمناطقية ؛ ويتداركوا المخاطر المحدقة بالعراق وشعبه ؛ويضعوا الحلول الناجعة الفورية ؛بتعضيد رئاسة الوزراء واعانتها على تنفيذ برنامجها الحكومي . والا توجب على جميع القوى الوطنية المخلصة وقواعدها الجماهيرية والنخب الواعية النزول الى الشارع والضغط باتجاه تغيير النظام البرلماني الى نظام رئاسي لأنقاذ ما يمكن انقاذه و تجنبا لانهيار العراق وتقسيمه وتفتيته .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك