زيد الحسن
كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة
فعـيـونُ عبلــةَ أصبحَتْ مُستعمَــرَه
لا تـرجُ بسمـةَ ثغرِها يومـاً، فقــدْ
سقـطَت مـن العِقدِ الثمـينِ الجوهـرة
يـا دارَ عبلــةَ بـالعـــراقِ تكلّمــي
هــل أصبحَـتْ جنّــاتُ بابــلَ مقفـــرة؟
هـل نَهْـــرُ عبلةَ تُستبـاحُ مِياهُـهُ
وكــلابُ أمــريكـــا تُدنِّــس كــوثــرَه؟
قصيدة رائعة لشاعر مصري أسمه مصطفى الجزار ، والغريب في الامر انها منعت من المشاركة في مسابقة امير الشعراء ، والسبب انها تحاكي الواقع المخزي والاليم للامة العربية .
السد العالي في مصر أو سور الصين أو ذاك الصرح و تلك الحضارة ، من بناها و شيدها وعلا صرحها ؟ اكيد سواعد الشباب و عزمهم و قوتهم و حبهم للحياة ، و نصائح الكهول و نضجهم ، هكذا تبنى البلاد و تعمر و تزدهر .
أنتم في السلطة و في الصدارة لا بأس لكن متى تفهمون أن زمنكم ولى الى غير رجعة و انكم اصبحتم لا تستطيعوا حمل احجار البناء و الاعمار ؟
وأن نظرتكم الى الحياة يشوبها القلق و الخوف ، والبناء يحتاج الى العزيمة و الطموح و رؤية الجمال بوضوح .
من الذي سقى أرض العراق بدمه و نثر بذور روحه في ارضها ؟ هم الشباب و تلك الفئة الفتية التي لا تخشى الموت و يقودها عزمها على حب الحياة فتقدم ارواحها لوطنها ! هل بعد هذه التضحية من تضحية ؟
دعونا اليوم نعيد رسم خارطة طريق لبناء عراق عريق وهو يستحق منا و هم يستحقون ايضا ان نمنحهم هذه الفرصة ليعيدوا للاطفال بسمتهم و للورد رونقه ، لن نقف مكتوفي الايدي بعد الان ، سنبني بيوتنا من جديد ، و نضيئ حاراتنا و شوارعنا ، نعم نحن العراقيين سوف ننفض غبار الصمت والسكوت عنا و نقطع يد السارق ، ونقبرها تحت بنياننا لتبقى رمز تذكاري لكل خائن ، نعم انا مع اصدار حكم قطع اوصال سراق و خونة العراق و عملاء امريكا التي دمرت البلاد ، فهم السبب في خسراننا لاولادنا ، بحروبهم المزعومة و انفجاراتهم التي دسوها في شوارعنا ، و اسكنوا الفزع في قلوب اطفالنا ، لهذا اريد ان اسقيهم من نفس الكأس التي سقوها لنا .
فدَعــوا ضميرَ العُــربِ يرقدُ ساكناً
فــي قبــرِهِ.. وادْعـــوا لهُ.. بالمغـــفـــرة
عَجَزَ الكلامُ عن الكلامِ .. وريشتي
لـم تُبــقِ دمعـــاً أو دمـــاً فـــي المـحبـرة .
واهمون نحن كل الوهم أن تستيقظ ضمائرهم أو يفسحوا الطريق لشبابنا بأرادتهم ، مستحيل أن يفعلوها الا صاغرين مجبرين لفعلها امام ارادة الشعب ومطالبه ، اليوم سينهض جيل الشباب الواعي المثقف الطموح ، ليعيد للامور نصابها ويعزز موقعه ويرتدي حلة البناء و الاعمار و يعلوا صوت البلابل على اصوات الغربان السوداء ، التي عاثت في الارض فساداً .
اليوم سيزف شبابنا بشرى العزيمة و رفع السواعد الفتية الى ( عبلة ) ونهرها و كوثرها ، و سنخبر ( عنترا ) ان محبوبته مصانة و مصان عشقه لها فلا يأس امام ارادة الشباب و لا تراجع لنيل حقوقه ،
وعيونُ عبلـةَ لا تــزالُ دموعُهـــا
تتــرقَّــبُ الجِسْـــرَ البعيـــدَ.. لِتَــعـــبُــرَه .
https://telegram.me/buratha