زيد الحسن
من الجميل و المفرح أن يخصص يوم للأحتفال بمناسبة و بمغنمة يحققها بلد ، ويكون لها ذكرى سنوية تعطل فيها البلاد ، و خصوصاً أذا كانت ذات شأن كبير أو نصر بعد كبوة ، ولا اجمل من نصر العراقيين على الدواعش الانذال ، و من حقنا استذكار هذا اليوم و هذا الفوز و الاحتفاء به و لكن !
أضع هنا كلمة و لكن لما انتجه هذا النصر و هذه الذكرى من دروس علينا الانتباه لها ، و بحث اسباب دخول داعش الى العراق و من السبب في وجودهم ؟ أن لم نحسب كل هذه الحسابات لا يحق لنا الفرح بهذا النصر و لا يصبح له طعم ، و لربما بعد بضعة سنين سيتم نسيانه و عدم تذكره .
وطأت اقدام اجدادنا و اجداد اجدادنا و آباؤنا هذه الارض وتحت جنح هذه السماء مذ قرون و مرت اجيال و انطوت اجيال بعد اجيال ، كانت تجمعنا حياة مشتركة التنابز و التناحر فيها ميت و لا وجود له ، حياة نعيشها رغم بساطتها بشغف للعيش و برغبة للحياة ، و نسكن المدن و الحارات نفسها دون تمييز لعرق او لون ، و مرت علينا العاديات الضاريات و المحن الجسام ، و لم تلوث طيبة و صفاء نفوسنا شائبة تذكر ، و لم نجد او نسمع بمن يأجج لفتنة طائفية او قومية او عرقية ذات يوم ، و كان الايمان بالله هو ما يجمعنا و أن حصل واشارت بوصلة ما عن فتنة في مكان ما ، كانت العقول تميتها في مهدها دون ذكرها كي لا يعلو لها شأن ، كنا نحترم الثوابت و نقيم لها الوزن ولم نسمح لأصحاب الاجندات بتنفيذ اجنداتهم الشريرة و كان يقام عليهم الحد في سواد الليل والناس نيام .
يعلم الله ربي ان اكثر ما اكرهه في الحياة هو الفتنة الطائفية و التي هي السبب الرئيسي في دمار العراق ، لكن علينا عدم نسيان ما حصل و خصوصاً هو حصل من قبل اشخاص و ليس من قبل مكونات .
ساحات الاعتصام هي اولى الحواضن و اكيد و بلا ادنى شك الحكومة هي السبب في وجودها و هي السبب في صنعها و تضخيمها ، لسنة كاملة و ساحات الاعتصام تستقطب كل عفن آفاك غدار لئيم ، و تهتف حناجرهم الملعونة المسمومة بهتاف طائفي ، لولا ستر الله لأحرق العراق برمته ، و الحكومة تمسد على خصلات بعض قادة تلك الاعتصامات ، تارة بمنحهم السلاح و الرشا ، و تارة بمنحهم الوعود والدولارات ، خلاصة القول ان السياسة معهم في وقتها كانت مدمرة لا علاقة لها بالعراق بقدر علاقتها ببقاء رأس الحكومة يجلس على كرسيه الحصين .
حصل و تم تثبيت هذا اليوم كنصر للعراق و العراقيين و بالاخص لشهداء العراق و النصر عنوانهم .
خرج علينا السيد عادل عبد المهدي بخطاب اثلج لنا الصدور ، لمسنا فيه الصدق ، و بين سطوره القوة ، و ملامح الخلاص و الاخلاص بين كلماته ، خطاب ليس ككل الخطابات ، خطاب كنا ننتظره و نبتهل الى الله عليه وعلى من يستطيع نطقه و تكفله ، نعم نحن بحاجة لقائد ذاكرته حية ، و لا يفكر بطي سجلات الفساد و المفسدين ، ولا يفرق بين قومية و اخرى ولا بين مذهب و أخر ، قائد يقول للشعب انا هنا و أنا على قدر المسؤولية و لا اخشى من ( يسيئون الظن )
https://telegram.me/buratha