سجاد العسكري
ان المشاركة في الوطن تعني المشاركة في جميع المجالات التي توفر خدمات متنوعة وهو مايتطلب مجموعة بشرية تحمل هموم الوطن والمواطن ولديهم شعور الانتماء لبلدهم مع سعي حثيث لتطوره وتقدمه ,فهذه المشاركة هي التي تعبر عن تطلعات وطموح المشاركين وتطبيقها بشكل عملي على ارض الواقع ,اما اختلاف التنوع الفكري الذي يعطي زخم الى الامام هو مائز اخر لهذه المشاركة والتنوع في الفكر , واغلب ما تناولناه من مميزات نجده عند شريحة الشباب الواعي, لمايتمتع به من نظرة مستقبلية ومرونة في التعامل بالاضافة لروح الحماسة التي يحدوها الامل في تغير المستقبل نحو الافضل.
فالشباب طاقة كامنة بحاجة الى ترجمتها الى واقع عبر تنميته وتمكينه , واخراج قدراته وتحويلها الى عطاء , والثروة العاملة والقادرة على الانتاج , اذن العنصر الفعال في كل المجتمعات التي تطمح في تطوير اليات العمل النامي باسلوب شبابي جديد وانشاء رأي عام يستطيع ان ينفذ الى الاخرين في المجتمع , وكذلك مدى تاثيره في محيطه كبير وقد يتعدى الى طبقات الـ(شياب )ايضا , فصنع رأي عام مؤثر في المجتمع يبداء من الشباب باعتباره اكثر قبولا , اذا ماقورنت بالطبقات التي تمسك المجتمع وخصوصا السياسية التي باتت الصفة المشتركة بينها الرفض المجتمعي.
فاغلب شريحة يتم التاثير فيها هي الشباب لتنقل هذه الشريحة ماتاثرت به الى البيئة المحيطة به , فاول ظاهرة يطراء عليها التغير , لتعمل الماكنة المعادية التي تريد مسخ الثقافة والعادات والتقاليد بثقافة اخرى براقة ليس لها اساس الا بما يستميل اهواء وغرائز شريحة الشباب ,لصنع قدوة مزيفة متمثلة بثقافة او شخصية ما ليكون مثالي لهؤلاء الشريحة , وبدون شعور تنشاء لدينا شريحة شبابية منقادة التي يقودها رأي عام كانه قطيع منساق لا يوثر بل يتاثر بالفقاعات التي تطير في الهواء ثم تنفجر , لتترك خلفها فراغ قد يتحول الى فقاعة اخرى وهكذا ؛لتكون هذه الشريحة في دوامة لمخططات هدامة لطاقاتهم ؟! وهنا تكمن الخطورة ليس على الدولة وحسب بل قد يتحول الى عامل ضغط وقنبرة موقوتة تهدد النسيج والنظام المجتمعي.
فالحاجة ملحة الى صنع شريحة من الشباب قادرة وواعية وتمثل صفوة المجتمع ,مثقفين متعلمين يقع على عاتقها صنع رأي عام مؤثر ولا تتاثر بالظواهر الانية او وسائل الاعلام التي تستهدف الشباب الغير واعي , فنحن بحاجة رأي عام مرة يكون دائم راسخ كترسيخ الدين والاخلاق والتقاليد والعادات الايجابية , واخرى رأي عام مؤقت حسب مايطراء على الساحة من مسائل مؤثرة ليتصدى لها وهي عادة تنتهي بأنتهاء وقت ما محدد, وتستطيع ان تنشأء لدينا شريحة شبابية من القادة التي لها امكانيات الاستقطاب والتاثيرثم التغير سواء الاجتماعي او السياسي والاقتصادي...
فمشاركة شريحة الشباب مهمة في مختلف المجالات - سياسي او اجتماعي - ورفض الانعزال لما له من اثار سلبية على الفرد –الشاب- والمجتمع ,لأنها ضد المشاركة ؛فالمشاركة تعزيز اواصر التواصل و التحاور ,وشعور هذه الشريحة بدورها المهم لما تتمتع به من طاقات وجهود لا تعرف اليأس , فالتغير يأتي من فاعلية ومرونة والتجديد الذي يميز الشباب على صنع رأي عام مقبول وقادر على التغير .
فالعراق يحتوي على موارد وخيرات كثيرة قد تكون قسم منها معطل وقسم غير مستثمر بشكل صحيح ؛ لكن التفكير بشكل جدي من قبل الحكومة او منظمات المجتمع المدني ...على استثمار الطاقات الشبابية الهائلة , فبستثمارها يمكن استثمار باقي الموارد والقطاعات المعطلة بفعل تأهيل وتمكين الشباب , فمتى يتم انشاء المشاريع والبرامج التي تستثمر شبابنا ليكونوا قادة المستقبل وصناع الرأي العام الواعي.
https://telegram.me/buratha