المقالات

حوار مع مسؤول 


محمد كاظم خضير 


ما بكم تتصرفون كالالهة وتعتبرون الدنيا مشاعاً لكم ومتاعاً، يركض بعضكم وراء المال، معبودهم، تمسكون به بيدكم مخافة ان يفلت منها، مهما فعلتم فلن ترتوون لأن عطشكم له فاق كل تصور، 
مخالفة القانون انتم اسيادها، نعم أنتم،
تحمون ازلامكم اللصوص ليذلوا كرام الناس، 
يبتزونهم، يفرغون جيوبهم وأنتم على هذا الاثم ساكتون، 
الهذا الدرك سقطت رؤوسكم، 
ما هذا الذي نراه في بلدنا؟ المسؤول لا يحكم والحاكم لا مسؤولية عليه. اياكم والاعتقاد ان الامر يمر بلا حساب، فكل شيء مسجل ويخضع له، 
لن يفلت فاسد الا وسيحاسب. ان لم يكن اليوم، ففي الغد، واذا نجح في الافلات، فحسابه في الآخرة عند رب العالمين. الفاسد، مهما حاول الاختفاء، فأمره معروف عند الناس، مصيره في السجن حتمي. المفسد له جماعة، المهم اكتشافهم والامساك بهم. بهكذا عملية، اذا ما تكررت، تضاعفت العقوبة وقد تصل الى السجن المؤبد، اعلى درجات العقاب دون الاعدام.
الفساد داء معد، لا ينفع به الا الاستئصال، فمن يتمكن منه له أجران، اجر عند رب العالمين، واجر عند عباده.
كثيرة هي الدول التي قضى عليها الفساد، لأن اصحابها تهادنوا معه، وظنوا ان بإمكانهم محاصرته والقضاء عليه. عملية وهم هذه، فعلاجه واحد، وهو قطع رأٍسه عند بدء بروزه. ان أولى واجبات الحاكم ومهماته هي القضاء عليه وقطع شروشه، عند ذاك يستريح المجتمع ويستطيع الاقلاع نحو اجواء نظيفة تحفظ للناس صحتهم وسلامة عقولهم، وللدولة نموها وتقدمها.
الفساد يشكل بيئة موبوءة تقضي على مستقبل أي شعب يتطلع الى النور ويسير نحوه بلا اثقال على الكتف. في التاريخ الحديث، لنا من كوريا الجنوبية خير مثال ونموذج، فلنتشبه بها، وننطلق والا برحنا مكاننا والزمن يتقدم بلا توقف ويعيدنا الى الوراء ويستحيل علينا ولا نعود نلحق بركب مسيرة الحضارة. 
ترى، هل في بلادنا مسؤولون عظام لهم القدرة على انتشالنا ودفعنا الى الامام؟ سؤال طالما راودني ولم اجد له جواباً، رغم اني قد أعدت استعراض اسمائهم وتوقفت عندها ولمن ينتمون، ولكن وآسفاه وأسفته لم اعثر الا على فراغ. اتعجب اخي المواطن ان نرى بلدنا في حالة لا يحسد عليها، لن ادخل هنا في تفاصيل وصفه، تجنباً لألم قد يلم بنا وأوجاع.
اوضاعنا السياسية هي وليدة اوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية والانسانية. الامراض، امراضنا، تقف عند عتبة المرض الاساس وتتفرع عنه، الا انه الطائفية او المذهبية. انهما المرض الذي ينسحب حتى على الهوية. العلاج معروف ولكننا نتهرب منه. انه المواطنة، الدين الوحيد الذي يجمع ولا يفرق. لا سبيل لنا بالتالي الا اللجوء الى الثقافة في أبعادها الشمولية مداواة أمراضنا. 
بطل هو من يبادر الى هذه العملية، فاذا نجح لوضعنا له تمثالاً في كل ساحة او حديقة عامة. 
قم ايها الغائب المقتدر وامسك بزمام امورنا ونحن جميعاً من ورائك راضون داعمون وسائرون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك