المقالات

حينما تشرق الشمس في منتصف الليل..!

1877 2018-12-17

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

لم يعد المشهد السياسي في العراق؛ يحتمل سيناريوهات متعددة، كتلك التي كان يتوقعها البسطاء من الناس، أو تلك التي يرصدها ويفسرها الخبراء والمحللون، وهي إحتمالات بمجملها في تباين شديد، يتحرك على خطوط متعرجة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار..وتنعكس نفسيا بين الاطمئنان الشديد لدى بعضهم، إلى الخوف الشديد لدى آخرين..

تسارع الأحداث في المنطقة، يشي بأن ترتيبا جديدا، يجري تنفيذه بسرعة في عموم المنطقة، لكي تلحق أمريكا الترامبية، وهي القطب القوي في العالم نفسها، قبل أن تفقد آخر قلاعها وأعني بها السعودية...

على الرغم من تجدد العمليات الأرهابية في العراق، إلا أن إحتمال أفغنتة العراق قد أنتهى الى الأبد ولم يعد مجرد التفكير به قائما، فالفترة السابقة التي أريد فيها؛ أن تضيع مقدرات الوطن بين الفوضى والدم، لإفشال أول تجربة حقيقية في تاريخ العراق؛  للانتقال إلى النظام الديمقراطي، قد أنتهت وفشلت أيضا هذه الأرادة، التي تعلمون أنها أرادة خارجيةـ، وفي اليد معطيات عدة، لكن تداعياتها هي التي أنعكست على الوضع العراقي؛ فأوصلتنا الى النتيجة الآنفة..

الأرادة الخارجية أكتشفت؛ أن مصالحها في خطر، بعد أن لعبت طويلا على صناعة الفوضى، فلجأت أولا الى إبطاء سرعة قطارات الفوضى، ثم الشروع بإيقافها ثانيا، وبعد ذلك بدأت بعكس خطوط سيرها الى الوراء..!

في سوريا ومثلما ترون؛ فإن نهاية الصراع التي كان يتوقعها صانع الفوضى، بدأت بالتحرك نحو الاتجاه المعاكس تماما، وهو اتجاه ناتج عن تخلي من كلفهم بدعم أدوات الفوضى عن أدواتهم، بسبب أنهم هم أنفسهم ايضا باتوا  يخشون خطر تلك الأدوات، وأن يحصل معهم ما يحصل في سوريا، ومثال أردوغان ليس ببعيد..

بعد فضيحة بن سلمان وقتله الخاشقجي؛ بمسرحية جرجرت المخابرات الأمريكية أقدامه اليها في أسطنبول، ها هو الكونكرس الأمريكي يصدر قرارا بوقف الدعم الأمريكي، للتحالف السعودي الذي يخوض حربا  قذرة، ضد فقراء اليمن، الذين يوشكون أن ينتصروا، إن لم يكونوا قد أنتصروا فعلا، فخرج تحالف الشر السعودي صفر اليدين من معركة الحديدة، ثم كان أن حركت أمريكا أممها المتحدة، لحفظ ما تبقى من ماء الوجه، وها هو وقف لإطلاق النار بدأ يسري!

الأمريكان لا يمكن أن يعيشوا بلا فوضى، لأنهم يعرفون أن لا وجود لهم في أي منطقة هادئة في العالم، ولذلك خلطوا مياه شرق الفرات في سوريا، ولكنهم لن يستطيعوا شرب صافيها، وها هم يدعمون دواعشهم القريبين من حدود العراق علنا، لذلك ستشتد في الأيام القادمة العمليات الأرهابية في العراق، ولكنها ستنحسر أيضا بسرعة، لأن بيئتها الحاضنة ستجد أنها تقاتل بسيوف من خشب، بعد أن تخلى صانع الفوضى عن كل أدواته أداة بعد أداة.

كلام قبل السلام: بعد غد ستشرق الشمس في منتصف الليل..!

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك