المقالات

السيد السيساني رجل يتأمل ويتألم


 

كل مراجع الشيعة مرت بهم محن عسيرة وتعاملوا معها بروية وحكمة الا ان محنة السيد السيستاني تختلف من حيث تعقيداتها وقسوتها عن تلك المحن ، وان كانت محنة السيد السيستاني بشطرين، الشطر الاول يوم رحيل السيد الخوئي قدس سره، والشطر الثاني يوم سقوط الطاغية ، نعم لكل مرجع ظروفه التي تعامل بها مع ما واجهه من محنة، فمحاربة الانكليز او تحريم انتخاب غير المسلم في ثورة العشرين كانت هنالك دولة وقانون وبنى تحتية ولم تكن هنالك احزاب وارهاب ، كانت الجبهة معروفة الهدف والنوايا واضحة، ولكن محنة السيد السيستاني بعد سقوط العراق لم تكن هنالك دولة بكل ما تحمل هذه الكلمة من مفاهيم لا حكومة ولا جيش ولا دستور ولا وزارات ولا بنى تحتية مع توغل الارهاب بكل اشكاله الميداني والطائفي زاد على ذلك كثرة الاحزاب حتى للمذهب الواحد مع تدخل اكثر من دولة في الشان العراقي واكثرها تاثيرا التدخل الامريكي، عسكريا، سياسيا ، ارهابيا، اقتصاديا، واستخباراتيا، مع كل هذه المفردات كان على السيد السيستاني ان يتعامل بحذر وبدقة وبحكمة حتى يحقق الهدف دون خسائر او باقل الخسائر على ان لا يكون ضمن الخسائر ان يظلم اي انسان حتى ولو كان عدو . 

السيد يفكر بانتشال العراق من الغرق بينما في العراق هنالك من يعمل على ثقب السفينة ، وهناك من يجهل انه يثقب السفينة ، فبات لزاما على السيد السيستاني ان يعمر الثقوب بيد ويمسك الدفة باليد الاخرى حتى لا تغرق او يتغير مسار سفينة العراق . 

يقترحون على المرجعية ماذا يجب ان تقول وكان الكلمة التي ينطقوها هي بنفس السهولة التي ينطقها السيد ، قد نفكر بل من المؤكد نفكر في لحظة التفكير بمعنى الكلمة ولكن سماحته يفكر بابعد من ذلك يفكر بان كلمته تحت المجهر السماوي يفكر بان كلمته ليست كلمة عابرة تاثيرها آني ، يفكر بكلمته ان لا تفسر عن غير معناها ، يفكر بكلمته الى اي مدى صلاحيتها ، من منا يفكر هكذا ؟ 

الاستاذ غسان سلامة عندما قابل السيد السيستاني اعترف ان العراقيين والسيساسيين كانوا يفكرون تفكيرا سطحيا بينما كان تفكير السيد السيستاني بالعمق عندما يصر على دستور بايدي عراقية وحكومة وطنية بهوية اسلامية وخروج المحتل والانتخابات الخاصة بالعراقيين دون تدخل اي قوى خارجية . 

الشعب العراقي في بداية القرن العشرين وحتى قبلها لم يكن خاضع لحكومة ظالمة كحكومة البعث التي قتلت الثقافة واعدمت خيرة الرجال وجوعت شعب العراق ، بحيث عند سقوط الطاغية حدث ما يؤكد انحدار الثقافة العراقية من خلال السلب والنهب وحتى القتل وتصفية الحسابات ، كان للسيد السيستاني دورا محوريا في هذه الظروف ، ومما يؤسف له ان الاعداء اشادوا بدوره الحكيم ولكن من اهل الدار ممن طعن ببعض قرارات المرجعية ، لم يحسنوا استغلال ما اتيح لهم من فرص لاثبات علو الاسلام في ثقافته ومفردات تشريعاته التي تنهض بالامة . 

عند الحديث عن المواقف الشجاعة للمراجع الشيعة امام الحكام والطغاة فهذا فخر لنا ولكن اي فخر عندما نتحدث عن موقف السيد السيستاني امام دول طاغية وعناصر جاهلة من داخل العراق وثقافة هشة ووسائل اعلامية بكل انواعها وقدراتها ومهنيتها سلطت ضد المرجعية ، من من المراجع تعرض لهكذا كم هائل من الاعداء على مستوى دول وعناصر داخلية ووسائل اعلامية ؟ 

سيذكر التاريخ حكمة هذا الرجل التي كانت كالصخرة تهشمت عليها مطارق الاعداء ولم يثلم منها حتى ولو بقدر قلامة ظفر . 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك