المقالات

عندما يصبح كل الشعب فقراء  

1803 2018-12-24

مجيد الكفائي

 

عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه هذه المقولة ليس لشخص عادي بل لعلي بن ابي طالب عليه افضل السلام ,امام الحق والعدالة والانسانية , ولم يقلها اعتباطا او مجاملة, بل عارفا بمعناها ,مدركا لعواقب الفقر ومخرجاته, والتي يقول عنها بعد دهر من رحيل الامام (علم الاجرام والعقاب) ان احد اسباب الجريمة هي الفقر بل يكاد يكون الفقر هو السبب الاول للجريمة سواء كانت جريمة مخدرات او قتل اوسطو او فساد اوغيرها , فالفقر وما ينتج عنه من جوع لايطاق حيث ان علماء النفس والطب يؤكدون ان الدماغ يكون في اسوأ حالاته في حالة الجوع ويقوم بافراز السموم وبعض الانزيمات التي تجعل الشخص الجائع لا يدرك ماذا يعمل ولايدري عنه شيء ولو لم يكن في حالة الجوع لما حصل له ما حصل.

اذاَ الفقر والجوع سببا في الاجرام والجريمة اولا ثم سببا في ألآم الناس وتعاستها وهمها ومرضها وشقائها ومشاكلها اولا واخرا,فما سبب ذلك المتسبب في كل هذه الاشياء وكيف يعالج؟

كل الدول المتحضرة والتي تحترم حقوق الانسان تشرع قوانينا لحماية مواطنيها من الفقر وليس مواطنيها وحدهم بل كل من يقيم على ارضها,هذه القوانين تشرع بعد دراسة كاملة ومستوفية لعائلة المواطن عددها,امراضها,عدد الاطفال, حاجاتها الضرورية والكمالية, كي يتمكنوا من معرفة ما تحتاجه هذه العائلة او هذا الانسان لو كان فردا من ضروريات تحقق له العيش الكريم كانسان, وتمنع ان يكون انسانا ضارا في ذلك المجتمع وما قد يسببه الانسان الضار والمهدد للمجتمع من اضرار مادية وجسدية وامنية للدولة والمجتمع قد تجعلهم ينفقون اموالا طائلة لازالة اثار ضرره فقط دون ان ازالة جريمته التي وقعت ولايمكن ردها او دفعها ,وبالتالي فهم يعملون على تخصيص رواتب للعاطلين عن العمل تكفيهم وتزيد على ذلك لسببين: الاول انساني - فمواطنها انسان والانسان يحتاج الى الطعام والسكن واللباس وهذا حق والسبب الثاني وهو الاهم كي لا تكون(الدولة) سببا في جعله انسانا ضارا بالمجتمع والدولة ويسبب لها مشاكل مادية وغير مادية هي في غنى عنها فتسعى لالغاء السبب فتلغى النتيجة حتميا, لذلك فان بعض الدول ونتيجة للرفاهية التي يعيشها الشعب اختفت منها الجرائم واحتفلت بغلق السجون واصبح بامكان الناس وضع اشيائهم الثمينة في حالة دخولهم لبعض الاماكن كالمولات الكبيرة, والاسواق في باب المول وتركها مرئية للكل لساعة او ساعتين او نهار كامل ومن ثم العودة لها دون ان يجدونها مختفية او مسروقة والسبب ان الناس شبعت وليس بحاجة الى السرقة.

في العراق الوضع مختلف فالقانون يحاسب المواطن بعد وقوع الجريمة غير عابئا باسبابها ولامهتما لمن تضرر منها ولا مصلحا لمن عملها وهذا لعمري قانون ظالم وعلى المشرع العراقي( الانسان) ان يشرع قوانين تعالج اهم اسباب الجريمة وهو الفقر وتنسى اية تشريعات اخرى في الوقت الحاضر على الاقل فالمواطن يحتاج سكنا يأويه ولقمة ياكلها ودواء يسكن الآمه وضمانا من الغد المجهول الذي اصبح بالنسبة له كابوسا يرعبه كل ما وضع راسه على وسادته المتهرئة.

الشعب العراقي يا دولتنا كله فقراء ان لم يدر احد فتلك حقيقة اضعها امام الجميع ومن يتغابى رأسه في الرمال اويضع على تلك القنبلة اغطية كي لا يراها فهو متسبب فيها بل هو المجرم الحقيقي في كل جريمة سببها الفقر تحدث في العراق. وعلى الدولة بسلطتيها التنفيذية والتشريعية ان تعالج هذه المشكلة الكبيرة (مشكلة الفقر) اليوم قبل الغد وان تنقذ العراق وشعبه قبل فوات الاوان فقد اصبح الشعب كله فقراء

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك