مجيد الكفائي
عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه هذه المقولة ليس لشخص عادي بل لعلي بن ابي طالب عليه افضل السلام ,امام الحق والعدالة والانسانية , ولم يقلها اعتباطا او مجاملة, بل عارفا بمعناها ,مدركا لعواقب الفقر ومخرجاته, والتي يقول عنها بعد دهر من رحيل الامام (علم الاجرام والعقاب) ان احد اسباب الجريمة هي الفقر بل يكاد يكون الفقر هو السبب الاول للجريمة سواء كانت جريمة مخدرات او قتل اوسطو او فساد اوغيرها , فالفقر وما ينتج عنه من جوع لايطاق حيث ان علماء النفس والطب يؤكدون ان الدماغ يكون في اسوأ حالاته في حالة الجوع ويقوم بافراز السموم وبعض الانزيمات التي تجعل الشخص الجائع لا يدرك ماذا يعمل ولايدري عنه شيء ولو لم يكن في حالة الجوع لما حصل له ما حصل.
اذاَ الفقر والجوع سببا في الاجرام والجريمة اولا ثم سببا في ألآم الناس وتعاستها وهمها ومرضها وشقائها ومشاكلها اولا واخرا,فما سبب ذلك المتسبب في كل هذه الاشياء وكيف يعالج؟
كل الدول المتحضرة والتي تحترم حقوق الانسان تشرع قوانينا لحماية مواطنيها من الفقر وليس مواطنيها وحدهم بل كل من يقيم على ارضها,هذه القوانين تشرع بعد دراسة كاملة ومستوفية لعائلة المواطن عددها,امراضها,عدد الاطفال, حاجاتها الضرورية والكمالية, كي يتمكنوا من معرفة ما تحتاجه هذه العائلة او هذا الانسان لو كان فردا من ضروريات تحقق له العيش الكريم كانسان, وتمنع ان يكون انسانا ضارا في ذلك المجتمع وما قد يسببه الانسان الضار والمهدد للمجتمع من اضرار مادية وجسدية وامنية للدولة والمجتمع قد تجعلهم ينفقون اموالا طائلة لازالة اثار ضرره فقط دون ان ازالة جريمته التي وقعت ولايمكن ردها او دفعها ,وبالتالي فهم يعملون على تخصيص رواتب للعاطلين عن العمل تكفيهم وتزيد على ذلك لسببين: الاول انساني - فمواطنها انسان والانسان يحتاج الى الطعام والسكن واللباس وهذا حق والسبب الثاني وهو الاهم كي لا تكون(الدولة) سببا في جعله انسانا ضارا بالمجتمع والدولة ويسبب لها مشاكل مادية وغير مادية هي في غنى عنها فتسعى لالغاء السبب فتلغى النتيجة حتميا, لذلك فان بعض الدول ونتيجة للرفاهية التي يعيشها الشعب اختفت منها الجرائم واحتفلت بغلق السجون واصبح بامكان الناس وضع اشيائهم الثمينة في حالة دخولهم لبعض الاماكن كالمولات الكبيرة, والاسواق في باب المول وتركها مرئية للكل لساعة او ساعتين او نهار كامل ومن ثم العودة لها دون ان يجدونها مختفية او مسروقة والسبب ان الناس شبعت وليس بحاجة الى السرقة.
في العراق الوضع مختلف فالقانون يحاسب المواطن بعد وقوع الجريمة غير عابئا باسبابها ولامهتما لمن تضرر منها ولا مصلحا لمن عملها وهذا لعمري قانون ظالم وعلى المشرع العراقي( الانسان) ان يشرع قوانين تعالج اهم اسباب الجريمة وهو الفقر وتنسى اية تشريعات اخرى في الوقت الحاضر على الاقل فالمواطن يحتاج سكنا يأويه ولقمة ياكلها ودواء يسكن الآمه وضمانا من الغد المجهول الذي اصبح بالنسبة له كابوسا يرعبه كل ما وضع راسه على وسادته المتهرئة.
الشعب العراقي يا دولتنا كله فقراء ان لم يدر احد فتلك حقيقة اضعها امام الجميع ومن يتغابى رأسه في الرمال اويضع على تلك القنبلة اغطية كي لا يراها فهو متسبب فيها بل هو المجرم الحقيقي في كل جريمة سببها الفقر تحدث في العراق. وعلى الدولة بسلطتيها التنفيذية والتشريعية ان تعالج هذه المشكلة الكبيرة (مشكلة الفقر) اليوم قبل الغد وان تنقذ العراق وشعبه قبل فوات الاوان فقد اصبح الشعب كله فقراء
https://telegram.me/buratha