مرضى السرطان صراخهم يقطع نياط القلوب
مجيد الكفائي
عانى العراقيون على مرِّ اكثر من خمسة عقود ويلات كثيرة ومحن لا تعد ولا تحصى , ولعل من اكثر تلك المعاناة ايلاما هو الظلم الانساني بكل انواعه واشكاله , فالعراقي على مرّ السنون الماضية كان مظلوما لايجد من ينصفه او يرحمه, فالقانون ومبادىء العدالة غائبة و لا يعمل بها, كما اختفت على حين غفلة الرحمة والانسانية من قلوب السلطات التشريعية والتنفيذية وحكمت تلك القلوب شهواتها ومصالحها الشخصية, فما عاد احدا من المسؤولين التشريعين او التنفيذين يهتم للظلم الذي يعاني منه الشعب العراقي على كل الاصعدة, ولم يعد مهما عندها اكان الشعب جائعا ام عريانا ام مريضا, الشيء الوحيد الاهم دائما هو كيف يبقى اؤلئك في قمة الهرم السلطوي للحصول على المزيد من المنافع والمزيد من الاموال والتسلط.
العراقيون يعانون من الظلم في كل مكان وفي كل الاوقات وفي كل المجالات وهم يتحملون ذلك الظلم بصبر ايوب, فالبطالة وغياب فرص العمل والجوع والاهمال في كل المجالات الخدمية والتعليمية والانسانية والثقافية اصبح شيئا عاديا لديهم لكن من اصعب الاشياء التي لايمكنهم احتمالها هي الاهمال الصحي فاغلب المؤسسات الصحية اصبحت تعاني من الفقر, الفقر بكل ما تعنيه الكلمة من معنى فلا ادوية شافية ومن مناشيء عالمية خاضعة للرقابة وتقيم الجودة, ولااجهزة تشخيصية او علاجية متطورة وان وجدت فهي (كوبي) وغير قادرة على التشخيص بالاضافة الى انها قليلة جدا بحيث ان المريض يسجل اسمه كي يحصل على موعد بعد اشهر,ولا ابنية جديدة ولانظافة ومياه صالحة في اغلب االمؤسسات الصحية, ناهيك عن عدم انسانية بعض الاطباء والممرضين وعدم قدرتهم على فهم ان المراجع لهذه المؤسسات مريض ويحتاج الى تعامل خاص سيما وان الامراض في العراق لا تعد ولاتحصى ولا يعرف اسبابها وقد تفشت في السنوات الاخيرة بشكل خطير خصوصا الامراض المستعصية والتي بدأت تجتاح سكون الاسر العراقية وتحيل حياتهم الى جحيم ,فرغم قساوة المرض وذلك الرعب الذي يسكنهم نتيجة اليأس من الشفاء هناك رعبا آخر يحيل ليلهم نهارا اسودا الا وهو قلة الادوية الشافية من المرض او المسكنة لآلامه في اغلب المشافي العراقية وارتفاع اثمانها في المشافي والصيدليات الاهلية ما يضطر العائلة المبتلاة بمثل هكذا مرض الى بيع دار السكن التي تاويها لشراء الادوية اما من لايملك دار تستحق الببيع او يعيش بمناطق الطمر الصحي فانه يستجدي الاخرين في مواقع التواصل الاجتماعي وطرق بيوت الناس للحصول على بعض المال بذل وانكسار,ولا احد يعرف سببا لذلك او مبررا له. فمرض السرطان مرض خطير ونسبة شفائه قليلة جدا في العراق الا ان ما يعانيه مريض السرطان شيء كبير فالامه لا تحتمل بدون علاج اومسكن حتى ان بعض المرضى يتمنى الموت على ان يظل يعش الالم كل لحظة اما البعض الاخر منهم فقد حاول الانتحار يأسا والما خصوصا وانه يرى عائلته قد تدمرت بسبه ولا زالت تتاذى وتتدمر بسب وجوده حيا, هذا ما يعانيه مريض السرطان او جزء من معاناته, اما تعانيه عائلته فاكبر بكثير فهي تتحمل السهر والتعب والحزن والالم وتتحمل الذل لتوفير العلاج له ولا احد يرى خطوات جدية للدولة كراعية لشعبها لتخفيف معاناة هؤلاء المرضى ومعاناة عوائلهم واقاربهم واصدقائهم فهي تلتزم الصمت رغم خطورة التقارير الصحفية والصحية عن ازدياد المرض وتفشيه وتلتزم الحياد وكان الامر لا يعنيها وهي واجبها تامين الرعاية الصحية لكل مواطن عراقي, وهذ شي مرفوض من اي انسان ومرفوض من الشعب ومن الانسانية,فهؤلاء المرضى وعوائلهم وانطلاقا من الواجب الانساني ومن الواجب الوطني والشرعي يحتم عل الدولة رعايتهم.
ان على رئيس الوزراء ومجلس الوزراء والسلطات التنفيذية ووزارة الصحة والسلطات التشريعية وكل من يعنيه الامر تحمل مسؤوليته اتجاه مواطنيه من مرضى السرطان وعوائلهم وان توفر تلك الاجهزة المعنية والمسؤولة لهم علاجاتهم بكل يسر وسهولة فالآمهم لا تحتمل وصراخهم يقطع نياط القلوب.
https://telegram.me/buratha