زيد الحسن
حكايات السلطان الجائر لا شغف فيها ولا بسمات ؟ سطرتها الاقلام للنصح ، ولظلم حكامنا اثبات ، شذ عن جمعهم زعيم واحد وكريم قد مات .
بمقدار الحزن الذي سكن ارواحنا والنفوس ، اصبحنا نهرع الى أي مناسبة او طقوس ، تدنينا من البسمة حتى ولو كانت زائفة وذات عمر قصير ، كما فرحتنا بالعام الجديد الذي نعتقد ان فيه الخير والتغيير والحكم الرشيد .
ثقب لي اذني صديقي الذي يعمل قرب بهو البرلمان ، يقول لي انه سمع نائباً يخاطب ضميره ، ويحاسبه محاسبة شديدة ؛ ما بك تصحوا وقد تركتك لحظة نيلي للحصانة ، ووعدت نفسي ان ابني لي قصر بخرسانة ، واحفظ مكاسبي واجعلها مصانة ، وأنت تؤرقني قليلاً وتكاد تعكر لي صفوا يومي ، من أين لك هذه الجرأة وهذا الاصرار ؟
أنا ايها النائب كبلني القسم الذي اقسمته ان تصون الامانة فهي في عنقك رهينة ، وأن خالفتها لن تنال السكينة ، .. ياصديقي هذا النائب ما زال يحاسب ولربما يغلبه شيطان الطمع ويقتل له الضمير .
مشكلتنا الحقيقية والتي ننكرها ولا نعترف بها تكمن اننا نريد ان نحتل منهم الامكنة ، وتبرز لنا نياب كأنيابهم ونخلفهم في فسادهم ، بدليل ان الفساد لا يقتصر على وجهاء قوم الساسة بل شمل الجميع ، ولست بظالم ان قلت الجميع ، فأن شذ احدهم فأن الشذوذ من لوازم القاعدة ، نعم نحن نعمل على ان نسير سيرهم ونحذوا حذوهم ، فمن غير المعقول ان يستمر هذا الدمار والكل يرفضه ، والجميع يصرخ وتعلوا النزاهة منطقه .
ذكر الارقام في كل ملفات الفساد مهولة وغير معقولة ويكاد العقل لايصدقها ، رغم انها حقيقية ودقيقة جداً ، واما الارقام التي تدمع القلب وتغرز في الروح نصل الوجع ، هي ارقام اعداد الشهداء الذين سلبتهم المنظومة السياسية ارواحهم بحجة ( الوطن ) فلم نحصل على هذا الوطن ايها الشهداء والثمن الذي دفعتموه جعلهم يقومون به حصانتهم ويزدادوا حمل بعير .
اختيارنا انصاف الحلول دليل ضعفنا ورضوخنا ، وكان يجب علينا ان نحظى بحزم في اتخاذ القرارات ونخرج بهتاف واحد ، وقتها يكون مطلبنا مقدس تباركه لنا السماء .
دعونا نستغل فرصة ان طغاتنا قد شبعوا فأن الطغاة ان شبعوا اصبحوا رجالاً طيبين ، دعونا نركل العبودية التي نحن بها ، ونفترش الحقائق ، ونتوسد لها الحلول ، ولا ننام على ضيم ولنعمل على نفيهم خارج اسوار حياتنا .
الحكماء نطقوها وقالوا ان الحرية الحقيقية ان تعيش حياة لا ترغم فيها على الاختيار ، فدعونا نختار نحن قرارنا ونترك اكلنا لعظامنا حد النخاع .
https://telegram.me/buratha