أمل الياسري
يقال حديثاً أن بعض البشر يعانون من الإحتباس الحضاري رغم حداثتهم، بسبب تلوث الأخلاق، وزيادة ثاني أوكسيد الحماقة، وإرتفاع درجات الجهل، فهل علينا أن نذّكر أن قوى الإستكبار العالمي اليوم ما تزال حريصة كل الحرص، على بقاء الكيان الصهيوني الغاصب في قلب منطقتنا العربية، كخنجر مسموم مغروز في الجسد الإسلامي، منذ أكثر من مائة عام، ليتقطع جزءاً من أرضنا الطاهرة؟
هل نحن بحاجة لنذّكر مَنْ يمثل سياستنا الخارجية، وبالتحديد مواقفنا من القضية الفلسطينية، الصغيرة بجغرافيتها، الكبيرة بتأريخها وشعبها، هل علينا أن نقول: يجب أن يكون رؤيتنا منسجمة، مع الموقف المبدئي الوطني، والعربي، والإسلامي، والذي يمس مشاعر المسلمين عامة، بل وحتى المجتمع الدولي المناهض لعملية الإحتلال، والإستيطان الصهيوني لبلد عربي، إستباحوا أرضه وشردوا أهله، فهل هذه التصريحات من قبل وزير الخارجية محمد الحكيم، تبدو متوافقة مع موقف العراق من القضية الفلسطينية، المبني على المبادرة العربية للسلام.
القانون العراقي واضح بصدد مَنْ يحبذ، أو يروج لمبادئ صهيونية، أو يساعد ولو بكيفية تنجذب فيها الكلمات للكيان الغاصب، فذلك حكمه يصل الى الإعدام، حسب المادة (201) من قانون العقوبات، فكيف بالوزير المبجل وهو يطلق تصريحاته عبر وسائل الإعلام، فأي حضارة وأي منطق وثقافة يمتلكها هذا الوزير؟ مع أنه كان مندوباً للعراق في الأمم المتحدة سابقاً، ويعرف الفيتو الممنوح لإسرائيل.
ألا يدرك وزير الخارجية كيف تجري الأمور، لشرعنة ما يرتكبه العدو الصهيوني من مجازر وحشية، بحق الشعب الفلسطيني؟ وأي موقف يتخذ يجب الرجوع فيها لرئيس الوزراء، ومجلس النواب، فهل الوزير يعاني من إرتفاع في معدل ثاني أوكسيد الحماقة، وعدم الدقة في الإدلاء بخطاباته؟ أم أن المكالمة الهاتفية التي تلقاها وزير خارجيتنا، من قبل وزير خارجية الولايات المتحدة (مايك بومبيو) أتت أُكلها، في أن الثاني صديق حميم للمدللة (إسرائيل)، والذي ما زال يلقب بـ (محارب الإسلام)؟!
دعوة مخلصة لوزير خارجية العراق العظيم محمد الحكيم، بأن يتوخى الدقة والحذر، ويطلق في الإعلام، تصريحات تثير الجدل والغضب، فلا مزايدة على قضية فلسطين، ويكون له دور بهذه المساحة، التي يشترك فيها العالم الإسلامي قاطبة، من تحملٍ للمسؤولية، والتصدي لكل ما من شأنه الإساءة لعروبة فلسطين، وإلا فهذه القطرات من العبارات، ستشكل سيلا جارفاً لمشاعر العراقيين، والعرب الشرفاء، والمسلمين جميعاً.
https://telegram.me/buratha