المقالات

الحكيم وحل الدولتين، الخطوة الأولى للتطبيع مع إسرائيل!

2281 2019-01-05

ضياء المحسن


تعد قضية فلسطين القضية الأساسية للعرب من المحيط الى الخليج، وعندما نقول أنها القضية الأساسية للعرب فإننا نقصد هنا الجماهير العربية، وليس حكام هذه الدول الذين يتسابقون في الخفاء والعلن لإسترضاء الكيان الصهيوني المحتلة للأرض الفلسطينية منذ عام 1948.
لقد كانت هناك محاولات من قبل الحكام العرب للدخول في حروب مع الكيان الصهيوني، من أجل الدخول في مفاوضات معه لتطبيع علاقات هذه الدول مع الكيان الصهيوني، وقد نجحت مصر في ذلك، كما نجحت قبلها دول أخرى دخلت في علاقات مع هذا الكيان دون حروب.
الملاحظ أن خطوات التطبيع تبدأ في العادة عن طريق العلاقات الإقتصادية، وهو ما حاول يفعله نظام صدام في ثمانينيات القرن الماضي عن طريق سفراءه في دول العالم، لكن كانت هذه المحاولات تفشل لسبب او لأخر، لعدم ثقة الولايات المتحدة بنظام صدام؛ كونه كان يحاول التملص من العقوبات الإقتصادية المفروضة عليه من قبل الأمم المتحدة بحسب زعمهم، حتى أن وزير خارجية النظام طارق عزيز في حديثه لمسؤولين فرنسيين بأنه ((ليس هناك نزاع اقليمي للعراق مع «اسرائيل»، وفي الشأن الفلسطيني يؤكد عزيز أن أية تسوية يقبل بها الفلسطينيون ستحظى بالدعم العراقي)).
هذا الأمر يمكن أن نقبل به من قبل هؤلاء، بسبب تسلطهم على رقاب الشعب، وحكمهم له بالنار والحديد، لكن في زمن الديمقراطية التي نحن فيها بعد عام 2003، ليس من حق الحكومة أو أي وزير أن يتصرف إلا وفقا لما يريده الشعب، وأي تصرف خلافا لذلك فإن من حق ممثلي الشعب المنتخبين أن يطالبوا بإقالة أي مسؤول يتصرف عكس هذه الإرادة، وقد يتطلب الأمر إحالة المسؤول عن ذلك للمحاكم المختصة بتهمة بيع القضية الأساسية للشعب.
وزير الخارجية يمثل وجهة نظر الحكومة في المنابر الدولية التي يحضر إجتماعاتها ممثلا للعراق، وعند لقاءه رؤساء الدول التي يزورها لطرح وجهة نظر العراق فيما يجري من أحداث على الساحة الإقليمية والدولية، لكن الملاحظ أن وزير الخارجية العراقية تجاوز هذا كله عندما صرح علانية بأن ((العراق يؤمن بحل الدولتين لإنهاء الأزمة الفلسطينية مع إسرائيل))
ونحن هنا من حقنا أن نسأل رئيس الحكومة عن موقفه من هذا التصريح الخطير، وماذا فعل لوزير خارجيته عندما صرح بهذا التصريح، وهل يكتفي مجلس النواب باستجواب وزير الخارجية وإقالته فيما لو لم يقتنع المجلس بإجاباته.
إن التهاون في هذا الموضوع الخطير يعد مقدمة للتهاون في مسائل أخطر من ذلك، فقد يأتي يوم نسمع فيه (أن العراق ليست لديه حدود مع إسرائيل، ومن ثم لا جدوى من معاداتها، وعليه كخطوة أولى يتم تطبيع العلاقات الإقتصادية معها)، وفي هذه الحالة نجد البضائع الإسرائيلية تُغرق الأسواق العراقية، والنفط العراقي يتم بيعه لإسرائيل بأسعار مخفضة، فقط لكي ترضى إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة عن ساستنا.
هل هذا هو المطلوب؟ أم ماذا

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك