المقالات

٦كانون الثاني شهيد يخاطب امه 


محمد كاظم خضير 


وقفَت تبكي "إلى أين أنتَ براحلٍ يا بنيَّ؟"،
" لستُ براحلٍ يا أمي، بل الحياة آتيةٌ إليّ"…

إستفاقت والدمع يترقرق في مقلتَيْها، وإذا بها تخاطب وسادة السرير وحقيبة الثياب،

قلبها عليه من غوائل الدروب، لم يترك رسالةً كعادة المسافرين، لم يخطّ َ كلمةً،

بطلٌ مضى وعاد في كفن …

وحدَك اليوم6كانون الثاني تحتفلين رافعةً راية الشرف، فكلّ أمّ جنديّ وعسكري في هذا الوطن، حماهم الله، ستعايد ابنها اليوم بعيده؛

أمّا أنتِ، فسيعايدك كلّ قلبٍ حرٍّ ليترك على جبهتك ويديك قبلةَ امتنان وعرفان أنك لم تكوني ككلّ الأمهات، فأنت وحدك من أنجبتِ من يحيا لغيره ويموت لغيره ليزهر االأمل في مستقبل أطفالنا.

وحدَك اليوم 6كانون الثاني تحتفلين رافعةً كأس الإنتصار، فبينما كلّ كاذبٍ ودجّالٍ يدّعي حبّ جيشِ وطنه ويجاهر اليوم في عيده معتليًا المنابر ليحكيَ البطولات عن شهداءَ قضوا، والعار يلاحقه على وسادته وسياط ضميره تُقلِق منامه أنْ في رقبته دماء شهداء سقطوا مقابل مقعدٍ أو كرسيٍّ ملطّخٍ بوسخ الساسة والسياسة ؛ وحدَكِ اليوم ترفعين رأسك نحو الشمس أن غرستِ في تراب هذا الوطن بذرة أملٍ وشعاع كرامةٍ وطبعتِ على جبينه قبلة حريّةٍ تسطّرين بها فصلاً في سفر تاريخه القادم.

وحدَك اليوم يليقُ بك الإحتفال، فابنكِ بطلٌ امتطى الهمّة والشجاعة ولم يهَب رياح الظلم والإرهاب حاكتْها ضمائرُ وطنية، بل تسلّح بحبّكِ وحبِّ وطنه فكان الثمن أن بذل ذاته وضحّى بروحه، فأضحَت كلّ حبّة ترابٍ في هذه الأرض وكلُّ قلبٍ ينبض بالحريّة، يتماهى معكِ أنتِ ولك وحدَكِ أنتِ، يا من سَرَت دماء ابنك في عروقنا، فغدَوتِ كهذا الوطن أماً لنا نأوى إلى عينَيْها لنستمدّ القوة وإلى قلبها لنرتشف العزيمة وإلى روحها لنتسشف الحياة.

وحدَكِ اليوم يا أمي وأمّ كل شهيد، تغرسين الجرح فوق الدمع فينبِتُ شرفاً وتضحيةً ووفاء!

-"ودمّنا الذي ضحّينا به، أين أضحى؟"

-"بين يدَيْ قائدٍ تبنّى قضيّة كلّ أمٍّ وكلّ الأمة يا بني".

وما لبثت أن عادت وغفت قريرة العين على وسادة ابنها الشهيد، علّها تلاقيه بحلمها يوم عيده…

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك