المقالات

الاشقاء ونشوة الخيانة!

1857 2019-01-11

سجاد العسكري


ان نهاية السكر هي نشوة تعتري الجسم والجسد البالي فتجعله لا يبالي ويترنح مابين المباني يمينا وشمالي ,فتاخذه بعيدا ليعيش عالمه الخاص متناسيا الناس في مشهد كأن المنتشي يحلم بانه قوي يحكم العالم ,فتاتيه الصفعات دون ان يشعر ,واذا ما رد على صفعة لا يقوى فتخور وتخونه قوته كما خان اخوته , فعندما يستفيق من وعيه فالجميع من حوله تنظر له بشمئزاز , اما قبل ان يعي فالجميع يضحك منه, فمتى تأتي صفعة تفيقه من نشوة الخيانة , وخيانته لأقرب شيء له هو شقيقه؟!
فحكام العالم العربي , ولعل اكثر مايميزهم قسوتهم وديكتاتوريتهم لأحكام قبضتهم على مقاليد السلطة , ومن غير المهم ان تزهق ارواح الالاف من ابناء جلدتهم , ولم يكتف عند هذا القدر بل التدخل في بلدان افضل من حالهم بدعوى الحرية ,لتعيش الامة العربية في فترة مظلمة مخيفة كما كانت ايام الثورات العربية ضد الاحتلال الغاصب للاراضي كانها سايكس بيكو جديدة للتصرف وفق ارادات خارج اطار البلدان , والتي يعتقد بضعفها وانها غير مؤهلة! وكذلك العالم العربي يمر بوعد بلفور جديد يعطي اراضي عرفت بعروبيتها وانتمائها للعالم العربي والاسلامي لتسلمها بيد من يعثي فسادا وارهابا محلي من جانب ودولي ايضا.
الاوضاع قاسية وسريعة والبوصلة نحو الاسوء تعيشها قوة بشرية واقتصادية , يمكن وصف هذه الاوضاع بانه احتضار العالم العربي , والحكام لديهم انفصام بالشخصية عند التعرض للحديث عن اهم القضايا المصيرية سواء كانت قديما كفلسطين ولبنان وسوريا وموقفهم من الكيان الصهيوني , او حديثا لتضاف مشاكل اخرى جديدة للقديمة؛ لتشمل العراق واليمن والبحرين ,وقد تضاف ايضا دول عربية اخرى, والمعطيات هي من تقود الى هذه النتائج الدقيقة؟! والقرار العربي يعيش انفصام الشخصية , اما لو تكلمت امريكا فالحكام العرب يعودون الى رشدهم ! ليسجلوا المواقف الاهثة للسمع والطاعة لها , والهتك والحرمة والدمار للامة العربية والاسلامية.
عرف العراق والمرجعية الدينية بمواقف الوحدة والتاخي, والوقوف مع قضايا الامة العربية والاسلامية , لطالما كانت ابواب العراق مفتوحة للاشقاء , فقدم في فلسطين الشهداء , ودعم الاردن ولايزال بنفط شبه المجاني لننتقل الى تقاعد العمال المصريين الذين عملوا في العراق و...؛ لنقف باستغراب امام تصرفات او قرارات , حتى وان لم يتم تنفيذها او ايقافها , فلماذا الترويج لها ؟ ولماذا محاولة تخريب العلاقات العراق بجيرانه وخصوصا ايران ؟ ولماذا تعقد المؤتمرات والمؤامرات البعثية الخبيثة في بلدانكم ؟.
ان الاستيلاء على السلطة وجعلها في ايدي افراد لديهم مرض انفصام الشخصية هي التي انتهكت الحرمات والمقدسات في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق والبحرين واليمن ...,لماذا هذا الفشل الذريع والتشتت والضعف في مختلف المجالات ؟ فالننظر من حولنا لجنوب شرقي اسيا التي قفزت قفزات هائلة اقتصاديا وتكنولوجيا لتصبح دولا صناعية ينظر العالم لها باحترام ! اما عالمنا الاسلامي العربي فاخذ مسار عكسي , والاسباب كثيرة ؛لكن منها هو زرع بذور الفتنة والفرقة , والخيانة اكبر الكبائر,فالعراق كان بامس الحاجة اليكم لكنكم تخليتم عنه , بل اخذتم بترويج الطائفية والعنصرية ..., فلا تخونوا ايها الاشقاء ؛ لأن أكثر الناس خيانة هو ذلك الّذي يعطيك ظهره وأنت في أمس الحاجة إلى قبضة يده.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك