زيد الحسن
أعلى منصب سيادي في هيكل الدولة هو منصب رئيس الجمهورية ، وهو رمز وحدة البلد ويمثل لها السيادة ، من واجباته السهر على ضمان الالتزام بالدستور والمحافظة على استقلال البلد ( وسيادته ) ووحدته ، وهو منصب تشريفي في مقامه الاول .
اول من حمل لقب رئيس جمهورية العراق كان عبد السلام عارف عام ١٩٦٣ واخرهم السيد برهم صالح ، جميع رؤساء الجمهورية العراقية مشوا على البساط الاحمر ، وعزف لهم النشيد الوطني ، الى ان احتل العراق عام ٢٠٠٣، اختفى هذا البساط ولم نعد نراه ، ما السبب وما هي القصة ؟.
السيادة هي الركن الرابع من اركان الدولة الثلاث الشعب والاقليم والسلطة ، وهو اهم عناصر مقومات قيام الدولة المعاصرة .
السبب الرئيسي في فشل رؤية السيادة العراقية او بالاحرى الاستهانة بها هو منهج ساسة البلد ، وعدم اتفاقهم على مشروع وطني عراقي بحت ، بل اصرارهم الدائم على التمثيل الطائفي والقومي .
دولة قطر استعدت لاستقبال الرئيس العراقي الدكتور برهم صالح ، وبعد ان وصل الرئيس العراقي كان في استقباله وزير الصناعة القطري ، فليخبرني احد ما السبب ؟ هل العراق حي من احياء قطر ، او اقليم مهمش مهجور ، او بلد منزوع السيادة وغير معترف بعد، وكيف تسنى للرئيس العراقي ان يكمل زيارته ولا يعود ادراجه ويتخذ موقفاً يوقف به هذه التجاوزات على هيبة العراق ، ام ان العراق اصبح ضعيفاً لهذه الدرجة المؤسفة .
الساسة في العراق لم تعد لديهم رؤية موحدة أو مشروع وطني موحد ومتكامل ، أو حتى قضية يعمل من أجلها ، ما يسمونه المشروع الشيعي هو كيفية أرضاء السنة والاكراد ، واسكات مقولة ( التهميش ) ، والحكم يسمى شيعياً وبرأسه تعصب الخيبات والاخفاقات ، وعليه دفع الدماء والتضحيات .
بعد دمج الصحوة الانبارية في اجهزة الدولة حققت شيء وساهمت في القضاء على القاعدة ، لكن التجربة فشلت مع دمج رموز وشخصيات كانت لديهم اذرع مع داعش ، تم دمجهم في العملية السياسية تحت بند ( المصالحة الوطنية ) ، عجيب امر ساستنا كيف يأمنون شر الحرباء المتلونة ؟.
المحتل الامريكي زرع بذرة سياسي الهوية ، وسقاها ساستنا بكل ود وحب ، حتى انبتت طائفية وقومية وازهرت حروب وتفرقة وويلات يدفع ثمنها الشعب المسكين .
الواجب اليوم يحتم على الحكومة والبرلمان الانتباه لهذا الركن ، وعدم السماح بالمساس مرة اخرى بالسيادة العراقية ، فلقد تعبتا واصابتنا الخيبة من رؤية تشريفات لا تشرف راقصة ولا طبال .
https://telegram.me/buratha